تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٩٠
معناه: قطعا صغارا، والجذ: القطع، والضمير في * (إليه) * أظهر ما فيه أنه عائد على إبراهيم، أي: فعل هذا كله; ترجيا منه أن يعقب ذلك منهم رجعه إليه والى شرعه، ويحتمل أن يعود على كبيرهم.
وقوله سبحانه: * (قالوا من فعل هذا...) * الآية. المعنى: فانصرفوا من عيدهم فرأوا ما حدث بآلهتهم، ف‍ * (قالوا من فعل هذا بآلهتنا) *؟ و * (قالوا) * الثاني: الضمير فيه للقوم الضعفة الذين سمعوا قول إبراهيم: * (تالله لأكيدن أصنامكم) *.
وقوله: * (على أعين الناس) * يريد في الحفل، وبمحضر الجمهور، وقوله:
* (يشهدون) *: يحتمل أن يريد: الشهادة عليه بفعله، أو بقوله: * (لأكيدن) *، ويحتمل أن يريد به: المشاهدة، أي: يشاهدون عقوبته أو غلبته المؤدية إلى عقوبته، وقوله عليه السلام: * (بل فعله كبيرهم هذا) * على معنى الاحتجاج عليهم، أي: إنه غار من أن يعيد هو وتعبد الصغار معه، ففعل هذا بها لذلك; وفى الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات: قوله: * (إني سقيم [الصافات: 89]، وقوله:
* (بل فعله كبيرهم هذا) *، وقوله للملك: هي أختي. وكانت مقالاته هذه في ذات الله، وذهبت فرقة إلى أن معنى الحديث: لم يكذب إبراهيم، أي: لم يقل كلاما ظاهرة الكذب أو يشبه الكذب، وذهب الفراء إلى جهة أخرى في التأويل بأن قال: قوله: * (فعله) * ليس من الفعل، وإنما هو فعله على جهة التوقع، حذف اللام على قولهم: عله بمعنى: لعله، ثم خففت اللام.
قال * ع *: وهذا تكلف.
قلت: قال عياض: واعلم، (أكرمك الله) * أن هذه الكلمات كلها خارجة عن الكذب، لا في القصد ولا في غيره، وهي داخلة في باب المعاريض التي فيها مندوحة عن الكذب، فأما قوله: * (بل فعله كبيرهم هذا) * فإنه علق خبره بشرط النطق، كأنه قال: إن كان ينطق فهو فعله; على طريق التبكيت لقومه. انتهى.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381