تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٨٩
وقالت فرقة: الفرقان: هو ما رزقهما الله تعالى من نصر وظهور على فرعون وغير ذلك، والضياء: التوراة، والذكر: بمعنى التذكرة.
وقوله سبحانه: * (وهذا ذكر مبارك) * يعني: القرآن، ثم وقفهم سبحانه; تقريرا وتوبيخا: هل يصح لهم إنكار بركته وما فيه من الدعاء إلى الله تعالى وإلى صالح العمل؟
وقوله سبحانه: * (ولقد آتينا إبراهيم رشده...) * الآية. الرشد عام، أي: في جميع المراشد وأنواع الخيرات.
وقال الثعلبي: * (رشده) * أي: توفيقه، وقيل: صلاحه، انتهى.
وقوله: * (وكنا به عالمين) *: مدح لإبراهيم عليه السلام، أي: عالمين بما هل له; وهذا نحو قوله تعالى: * (الله أعلم حيث يجعل رسالته) * [الأنعام: 124] والتماثيل:
الأصنام.
وقوله: * (وتالله لأكيدن أصنامكم...) * الآية. روى: أنه حضرهم عيد لهم، فعزم قوم منهم على إبراهيم في حضوره; طعما منهم أن يستحسن شيئا من أحوالهم، فمشى معهم، فلما كان في الطريق ثنى عزمه على التخلف عنهم، فقعد، وقال لهم: أنى سقيم، فمر به جمهورهم، ثم قال في خلوة من نفسه: * (وتالله لأكيدن أصنامكم) * فسمعه قوم من ضعفتهم ممن كان يسير في آخر الناس.
وقوله: * (بعد أن تولوا مدبرين) * معناه: إلى عيدكم، ثم انصرف إبراهيم عليه السلام إلى بيت أصنامهم فدخله، ومعه قدوم، فوجد الأصنام قد وقفت، أكبرها أول، ثم الذي يليه فالذي يليه، وقد جعلوا أطعمتهم في ذلك اليوم بين يدي الأصنام; تبركا لينصرفوا من ذلك العيد إلى أكله: فجعل - عليه السلام - يقطعها بتلك القدوم، ويهشمها لم حتى أفسد أشكالها، حاشا الكبير; فإنه تركه بحاله وعلق القدوم في يده، وخرج عنها، و * (جذاذا) *:
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381