تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٥٨
وقوله سبحانه: * (منها خلقناكم) * يريد من الأرض * (وفيها نعيدكم) * أي: بالموت، والدفن. * (ومنها نخرجكم) * أي: بالبعث ليوم القيامة.
وقوله: * (ولقد أريناه آياتنا) * إخبار لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله * (كلها) * عائد على الآيات التي رآها فرعون، لا أنه رأى كل آية لله عز وجل وإنما المعنى: أن الله أراه آيات ما; كاليد، والعصا، والطمسة، وغير ذلك. وكانت رؤيته لهذه الآيات مستوعبة يرى الآيات كلها كاملة. ومعنى * (سوى) * أي: عدلا ونصفه، أي:
حالنا فيه مستوية.
وقالت فرقة: معناه مستويا من الأرض; لا وهد فيه، ولا نشز، فقال موسى:
* (موعدكم يوم الزينة) * وروي أن يوم الزينة كان عيدا لهم، ويوما مشهورا.
وقيل: هو يوم كسر الخليج الباقي إلى اليوم.
وقوله: * (وأن يحشر الناس) * عطفا على * (الزينة) *; فهو في موضع خفض.
* (فتولى فرعون فجمع كيده) * أي: جمع السحرة، وأمرهم بالاستعداد لموسى، فهذا هو كيده.
* (ثم أتى) * فرعون بجمعه، فقال موسى للسحرة: * (ويلكم لا تفتروا على الله كذبا) * وهذه مخاطبة محذر، وندبهم في هذه الآية إلى قول الحق إذا رأوه، وأن لا يباهتوا بكذب; * (فيسحتكم) * أي: فيهلككم، ويذهبكم، فلما سمع السحرة هذه المقالة، هالهم هذا المنزع، ووقع في نفوسهم من هيبته شديد الموقع. و * (تنازعوا أمرهم) * والتنازع يقتضي اختلافا كان بينهم في السر; فقائل منهم يقول: هو محق، وقائل يقول: هو مبطل، ومعلوم أن جميع تناجيهم إنما كان في أمر موسى عليه السلام و * (النجوى) * المسارة، أي: كل واحد يناجي من يليه سرا; مخافة من فرعون أن يتبين له فيهم ضعف.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381