تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٤٥
دنا منها، تباعدت منه، ومشت فإذا رجع عنها اتبعته، فلما رأى ذلك أيقن أن هذا من أمور الله الخارقة للعادة، ونودي، وانقضى أمره كله في تلك الليلة; هذا قول الجمهور، وهو الحق، وما حكي عن ابن عباس: أنه قال: أقام في ذلك الأمر حولا، فغير صحيح عن ابن عباس.
و * (آنست) *: معناه: أحسست، والقبس: الجذوة من النار، تكون على رأس العود.
والهدى: أراد هدى الطريق، أي: لعلي أجد مرشدا لي، أو دليلا.
وفي قصة موسى بأسرها في هذه السورة تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم عما لقي في تبليغه من المشقات صلى الله عليه وسلم والضمير في قوله: * (أتاها) * عائد على النار.
وقوله: " نودي ": كناية عن تكليم الله تعالى له (عليه السلام).
وقرأ نافع وغيره: أني - بكسر الهمزة - على الابتداء، وقرأ أبو عمرو، وابن كثير:
" أني " - بفتحها - على معنى: لأجل أني أنا ربك، فاخلع نعليك.
واختلف في السبب الذي من أجله أمر بخلع النعلين: فقالت فرقة: كانتا من جلد حمار ميت، فأمر بطرح النجاسة.
وقالت فرقة: بل كانت نعلاه من جلد بقرة ذكي; لكن أمر بخلعهما لينال بركة الوادي المقدس، وتمس قدماه تربة الوادي.
قال * ع *: وتحتمل الآية معنى آخر: هو الأليق بها عندي; وهو: أن الله تعالى أمره أن يتأدب، ويتواضع; لعظم الحال التي حصل فيها، والعرف عند الملوك: أن تخلع
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381