تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٦٩
- مليك على عرش السماء مهيمن * لعزته تعنو الوجوه وتسجد - انتهى.
* ت *: وأحاديث الشفاعة قد استفاضت، وبلغت حد التواتر، ومن أعظمها شفاعة أرحم الراحمين سبحانه وتعالى ففي " صحيح مسلم "، من حديث أبي سعيد الخدري قال:
فيقول الله عز وجل: " شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار، فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط، قد عادوا حمما، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة " وفيه: " فيخرجون كاللؤلؤ، في رقابهم الخواتم، يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه، ولا خير قدموه... " / الحديث، وخرج أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم الختلي بسنده عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا فرغ الله تعالى من القضاء بين خلقه، أخرج كتابا من تحت العرش; أن رحمتي سبقت غضبي، وأنا أرحم الراحمين، قال: فيخرج من النار مثل أهل الجنة، أو قال: مثلي أهل الجنة، قال: وأكبر ظني أنه قال: مثلي أهل الجنة، مكتوب بين أعينهم: عتقاء الله ". انتهى من " التذكرة ".
و * (قد خاب من حمل ظلما) *، معنى خاب: لم ينجح، ولا ظفر بمطلوبه، والظلم يعم الشرك والمعاصي، وخيبة كل حامل بقدر ما حمل من الظلم.
وقوله سبحانه: * (ومن يعمل من الصالحات) * معادل لقوله: * (من حمل ظلما) * والظلم والضهم: أحمد هما متقاربان في المعنى، ولكن من حيث تناسقا بعد في هذه الآية; ذهب قوم إلى تخصيص كل واحد منهما بمعنى، فقالوا: الظلم أن نعظم عليه سيئاته، وتكثر أكثر مما يجب.
والهضم: أن ينقص من حسناته، ويبخسها.
وكلهم قرأ: " فلا يخاف " على الخبر غير ابن كثير; فإنه قرأ: " فلا يخف " على النهي.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381