تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٥٧
وقوله تعالى: * (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم...) * الآية جملة ما دعي إليه فرعون الإيمان، وإرسال بني إسرائيل، وأما تعذيبه بني إسرائيل، فبذبح أولادهم، وتسخيرهم وإذلالهم.
وقولهما: * (والسلام على من اتبع الهدى) * يحتمل أن يكون آخر كلام; فيقوى أن يكون السلام بمعنى التحية; كأنهما رغبا بها عنه، وجريا على العرف في التسليم عند الفراغ من القول.
ويحتمل أن يكون في درج القول، فيكون خبرا بأن السلامة للمهتدين، وبهذين المعنيين قالت كل فرقة من العلماء.
وقوله سبحانه: * (أعطى كل شئ خلقه) * قالت فرقة: المعنى أعطى كل موجود من مخلوقاته خلقته، وصورته، أي: أكمل ذلك له، وأتقنه * (ثم هدى) *، أي: يسر كل شئ لمنافعه; وهذا أحسن ما قيل هنا، وأشرف معنى وأعم في الموجودات.
وقول فرعون: * (فما بال القرون الأولى) * يحتمل أن يريد ما بال القرون الأولى لم تبعث لها، ولم يوجد أمرك عندها؟ ويحتمل أن يريد فرعون قطع الكلام، والرجوع إلى سؤال موسى عن حالة من سلف من الأمم; روغانا يا في الحجة، وحيدة.
وقيل: البال: الحال، فكأنه سأله عن حالهم، وقول موسى [عليه السلام]: * (علمها عند ربي في كتاب) * يريد في اللوح المحفوظ، و * (لا يضل) * معناه لا ينتلف ويعمه، " والأزواج " هنا: بمعنى الأنواع.
وقوله: * (شتى) * نعت للأزواج، أي: مختلفة.
وقوله * (كلوا وارعوا) * بمعنى هي صالحة للأكل والرعي، فاخرج العبارة في صيغة الأمر; لأنه أرجى الأفعال، وأهزها للنفوس. و * (النهى) * جمع نهية، والنهية: العقل الناهي عن القبائح.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381