تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٦٢
قد قاربوا الموت، إلا أنهم لا يجهز عليهم، ولا يجدد عذابهم; فهذا فرق ما بينهم وبين الكفار، وفي الحديث الصحيح: " أنهم يماتون فيها إماتة "، وهذا هو معناها; لأنه لا موت في الآخرة: * (وتزكى) * معناه، أطاع الله، وأخذ بأزكى الأمور.
وقوله سبحانه: * (ولقد أوحينا إلى موسى) * هذا استيناف إخبار عن شئ من أمر موسى، وباقي الآية بين، وقد تقدم ذكر ما يخصها من القصص.
وقوله تعالى: * (لا تخاف دركا) * أي: من فرعون، وجنوده، * (ولا تخشى غرقا من البحر.
وقوله * (ما غشيهم) * إبهام أهول من النص; وهذا كقوله: * (إذ يغشى السدرة ما يغشى) *. [النجم: 16].
* (وأضل فرعون قومه) * يريد: من أول أمره إلى هذه النهاية، * (وما هدى) * مقابل لقوله: * (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) *] غافر:، 290].
وقوله عز وجل: * (يا بني إسرائيل قد أنجيناكم...) * الآية، ظاهر هذه الآية: أن هذا القول قيل لبني إسرائيل حينئذ عند حلول النعم التي عددها الله عليهم، ويحتمل أن تكون هذه المقالة خوطب بها معاصرو النبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى: هذا فعلنا بأسلافكم; وتكون الآية على هذا اعتراضا في أثناء قصة موسى، والقصد به توبيخ هؤلاء الحضور إذ لم يصبر سلفهم على أداء شكر نعم الله تعالى، والمعنى الأول أظهر وأبين.
وقوله سبحانه: * (وواعدناكم جانب الطور الأيمن...) * الآية، وقصص هذه الآية:
أن الله تعالى لما أنجى بني إسرائيل، وغرق فرعون، وعد بني إسرائيل أن يسيروا إلى جانب طور سيناء; ليكلم فيه موسى، ويناجيه بما فيه صلاحهم، فلما أخذوا في السير، تعجل موسى عليه السلام; ابتغاء مرضاة ربه، حسبما يأتي بعد.
وقرأ جمهور الناس: " فيحل " بكسر الحاء، " ويحلل " بكسر اللام.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381