تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٦٩
قلت: ولو صح هذا النقل، لم يبق مجملا وروي أن الله عز وجل لما والى عليهم المطر، غرقت أرضهم، وامتنعوا من الزراعة قالوا: يا موسى ادع لنا ربك في كشف هذا الغرق، ونحن نؤمن، فدعا، فكشفه الله عنهم، فأنبتت الأرض إنباتا حسنا، فنكثوا، وقالوا: ما نود أنا لم نمطر، وما هذا إلا إحسان من الله إلينا، فبعث الله عليهم حينئذ الجراد، فأكل جميع ما أنبتت الأرض، فروى ابن وهب، عن مالك، أنه أكل حتى أبوابهم، وأكل الحديد والمسامير، وضيق عليهم غاية التضييق، وترك الله من نباتهم ما يقوم به الرمق، فقالوا لموسى: ادع لنا ربك في كشف الجراد، ونحن نؤمن، فدعا الله فكشفه، ورجعوا إلى كفرهم، فبعث الله عليه القمل، وهي الدبى صغار الجراد، الذي يثب ولا يطير، قاله ابن عباس وغيره، وقرأ الحسن: " القمل " - بفتح القاف، وسكون الميم - فهي على هذا القمل المعروف، وروي أن موسى مشى بعصاه إلى كثيب أهيل، فضربه، فانتشر كله قملا في مصر، ثم إنهم قالوا: ادع في كشف هذا، فدعا فرجعوا إلى طغيانهم، وكفرهم، فبعث الله عليهم الضفادع، فكانت تدخل في فرشهم، وبين ثيابهم، وإذا هم الرجل أن يتكلم، وثب ضفدع في فمه.
قال ابن جبير: كان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع.
وقال ابن عباس: لما أرسلت الضفادع عليهم، وكانت برية، سمعت وأطاعت، فجعلت تقذف أنفسها في القدور، وهي تغلي، فأثابها الله بحسن طاعتها برد الماء، فقالوا: يا موسى، ادع في كشف هذا فدعا، فكشف، فرجعوا إلى كفرهم، فبعث الله عليهم الدم، فرجع ماؤهم الذي يستقونه، ويحصل عندهم دما، فروي أنه كان يستقي
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة