تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٥
عبد بهذه الصفة، مملوك لا يقدر على شئ من المال، ولا أمر نفسه، وإنما هو مسخر بإرادة سيده، مدبر، وبإزاء العبد في المثال رجل موسع عليه في المال، فهو يتصرف فيه بإرادته، واختلف الناس في الذي له المثل، فقال ابن عباس وقتادة: هو مثل الكافر والمؤمن، وقال مجاهد والضحاك: هذا المثال والمثال الآخر الذي بعده، إنما هو مثال لله تعالى، والأصنام، فتلك كالعبد المملوك الذي لا يقدر على شئ، والله تعالى تتصرف قدرته دون معقب، وكذلك فسر الزجاج على نحو قول مجاهد، وهذا التأويل أصوب، لأن الآية تكون من معنى ما قبلها، ومدارها في تبيين أمر الله والرد على أمر الأصنام.
وقوله: (الحمد لله) أي: على ظهور الحجة.
وقوله سبحانه: (وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم...) الآية: هذا مثل لله عز وجل والأصنام، فهي كالأبكم الذي لا نطق له ولا يقدر على شئ، " والكل " الثقيل المؤونة، كما الأصنام تحتاج إلى أن تنقل وتخدم ويتعذب بها، ثم لا يأتي من جهتها خير أبدا، والذي يأمر بالعدل هو الله تعالى.
وقوله تعالى: (وما أمر الساعة...) الآية: المعنى، على ما قاله قتادة وغيره: ما تكون الساعة وإقامتها في قدرة الله تعالى إلا أن يقول لها: كن، فلو اتفق أن يقف على ذلك محصل من البشر، لكانت من السرعة بحيث يشك، هل هي كلمح البصر أو هي أقرب، و " لمح البصر " هو وقوعه على المرئي.
(٤٣٥)
مفاتيح البحث: عبد الله بن عباس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة