تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٠
وذلك أن المحلوف له مطمئن، فيتمكن الحالف من ضرره بما يريد.
وقوله سبحانه: (أن تكون أمة هي أربى من أمة) المعنى: لا تنقضوا الأيمان من أجل أن تكون قبيلة أزيد من قبيلة في العدد والعزة والقوة، و (يبلوكم) أي: يختبركم، والضمير في " به " يحتمل أن يعود على " الربا "، أي: أن الله ابتلى عباده بالربا، وطلب بعضهم الظهور على بعض، واختبرهم بذلك، ليرى من يجاهد بنفسه، ممن يتبع هواها، وباقي الآية وعيد بيوم القيامة.
وقوله سبحانه: (ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم...) الآية: " الدخل "، كما تقدم:
الغوائل والخدائع، وكرر مبالغة، قال الثعلبي: قال أبو عبيدة: كل أمر لم يكن صحيحا فهو دخل انتهى.
وقوله: (فتنزل قدم بعد ثبوتها) استعارة للمستقيم الحال يقع في شر عظيم.
وقوله سبحانه: (ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا...) الآية: هذه آية نهي عن الرشا، وأخذ الأموال، ثم أخبر تعالى أن ما عنده من نعيم الجنة، ومواهب الآخرة خير لمن اتقى وعلم واهتدى، ثم بين سبحانه / الفرق بين حال الدنيا، وحال الآخرة، بأن هذه تنفد وتنقضي عن الإنسان أو ينقضي عنها، ومنن الآخرة باقية دائمة، و (صبروا) معناه عن الشهوات وعلى مكاره الطاعات، وهذه إشارة إلى الصبر عن شهوة كسب المال بالوجوه المكروهة.
واختلف الناس في معنى " الحياة الطيبة " فقال ابن عباس: هو الرزق الحلال وقال
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة