تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٩
فانهه، فإن أطاعك، وإلا كنت شاهدا عليه يوم القيامة.
وقوله سبحانه: (وجئنا بك شهيدا على هؤلاء) الإشارة ب‍ " هؤلاء " إلى هذه الأمة.
وقوله عز وجل: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان...) الآية: قال ابن مسعود رضي الله عنه: أجمع آية في كتاب الله هذه الآية، وروي عن عثمان بن مظعون رضي الله عنه، أنه قال: لما نزلت هذه الآية، قرأتها على أبي طالب، فعجب، وقال: يا آل غالب، اتبعوه تفلحوا فوالله، إن الله أرسله ليأمر بمكارم الأخلاق.
قال * ع *: و (العدل) فعل كل مفروض، و (الإحسان) فعل كل مندوب إليه، (وإيتاء ذي القربى): لفظ يقتضي صلة الرحم، ويعم جميع إسداء الخير إلى القرابة، و (الفحشاء) الزنا، قاله ابن عباس ويتناول اللفظ سائر المعاصي التي شنعتها ظاهرة، (والمنكر) أعم منه، لأنه يعم جميع المعاصي والرذائل، والإذاءات على اختلاف أنواعها، و (البغي) هو إنشاء ظلم الإنسان، والسعاية فيه، و (كفيلا) معناه: متكفلا بوفائكم، وباقي الآية بين.
وقوله سبحانه: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها...) الآية: شبهت هذه الآية الذي يحلف أو يعاهد ويبرم عقده، بالمرأة تغزل غزلها وتفتله محكما، ثم تنقض قوى ذلك الغزل، فتحله بعد إبرامه، و (أنكاثا) نصب على الحال، " والنكث " النقض، والعرب تقول انتكث الحبل، إذا انتقضت قواه، و " الدخل " الدغل بعينه، وهو الذرائع إلى الخدع والغدر،
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة