تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٣
واختلف في معناها، فقيل: هو الأترنج، وقيل: هو اسم يعم جميع ما يقطع بالسكين، وقولها: (أخرج عليهن): أمر ليوسف، وأطاعها بحسب الملك.
وقوله: (أكبرنه): معناه: أعظمنه واستهولن جماله، هذا قول الجمهور.
(وقطعن أيديهن): أي: كثرن الحز فيها بالسكاكين، وقرأ أبو عمرو وحده:
" حاشى لله "، وقرأ سائر السبعة: (حاش لله)، فمعنى " حاش لله ": أي: حاشى يوسف، لطاعته لله، أو لمكانه من الله أن يرمى بما رميته به، أو يدعى إلى مثله، لأن تلك أفعال البشر، وهو ليس منهم، إنما هو ملك، هكذا رتب بعضهم معنى هذا الكلام على القراءتين، وقرأ الحسن وغيره: " ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم " - بكسر اللام من " ملك "، وعلى هذه القراءة، فالكلام فصيح: لما استعظمن حسن صورته، قلن ما هذا مما يصلح أن يكون عبدا بشرا، إن هذا إلا مما يصلح أن يكون ملكا كريما.
* ت *: وفي " صحيح مسلم " من حديث الإسراء: " ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة، ففتح لنا، فإذا بيوسف صلى الله عليه وسلم، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن، فرحب بي، ودعا لي بخير " انتهى.
وقولها: (فذلكن الذي لمتنني فيه): المعنى: فهذا الذي لمتنني فيه، وقطعتن أيديكن بسببه: هو الذي جعلني ضالة في هواه، ثم أقرت امرأة العزيز للنسوة بالمراودة،
(٣٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة