تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٤
يقع العدل، وجائز أيضا للمرء أن يثني على نفسه بالحق، إذا جهل أمره، وال‍ (خزائن):
لفظ عام لجميع ما تختزنه المملكة من طعام ومال وغيره.
وقوله سبحانه: (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض): الإشارة ب‍ " ذلك " إلى جميع ما تقدم من جميل صنع الله به، فروي أن العزيز مات في تلك الليالي، وقال ابن إسحاق: بل عزله الملك، ثم مات أظفير، فولاه الملك مكانه، وزوجه زوجته، فلما دخلت عليه عروسا، قال لها: أليس هذا خيرا مما كنت أردت، فدخل يوسف بها، فوجدها بكرا، وولدت له ولدين، وروي أيضا، أن الملك عزل العزيز، وولى يوسف موضعه، ثم عظم ملك يوسف وتغلب على حال الملك أجمع، قال مجاهد: وأسلم الملك آخر أمره، ودرس أمر العزيز، وذهبت دنياه، ومات، وافتقرت زوجته، وشاخت، فلما كان في بعض الأيام، لقيت يوسف في طريق، والجنود حوله ووراءه، وعلى رأسه بنود عليها مكتوب:
(هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) [يوسف: 108] فصاحت به، وقالت: سبحان الله من أعز العبيد بالطاعة، وأذل الأرباب بالمعصية، فعرفها، وقالت له: تعطف علي وارزقني شيئا، فدعا لها، وكلمها، وأشفق لحالها، ودعا الله تعالى فرد عليها جمالها، وتزوجها، وروي في نحو هذا من القصص ما لا يوقف على صحته، ويطول الكلام بسوقه، وباقي الآية بين واضح للمستبصرين، ونور وشفاء لقلوب العارفين.
وقوله: " ليوسف ": أبو البقاء: اللام زائدة، أي: مكنا يوسف، ويجوز ألا تكون زائدة، فالمفعول محذوف، أي: مكنا ليوسف الأمور. انتهى.
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة