تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٥
وقوله سبحانه: (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين): (بدا) معناه: ظهر، ولما أبى يوسف عليه السلام من المعصية، ويئست منه امرأة العزيز، طالبته بأن قالت لزوجها: إن هذا الغلام العبراني قد فضحني في الناس، وهو يعتذر إليهم، ويصف الأمر بحسب اختياره، وأنا محبوسة محجوبة، فإما أذنت لي، فخرجت إلى الناس، فاعتذرت وكذبته، وإما حبسته كما أنا محبوسة، فحينئذ بدا لهم سجنه.
* ع *: و (ليسجننه): جملة دخلت عليها لام قسم، و (الآيات): ذكر فيها أهل التفسير، أنها قد القميص، وخمش الوجه، وحز النساء أيديهن، وكلام الصبي، على ما روي.
قال * ع *: ومقصد الكلام إنما هو أنهم رأوا سجنه بعد ظهور الآيات المبرئة له من التهمة، فهكذا يبين ظلمهم له وال‍ (حين)، في كلام العرب، وفي هذه الآية الوقت من الزمان غير محدود يقع للقليل والكثير، وذلك بين من موارده في القرآن.
وقوله سبحانه: (ودخل معه السجن فتيان...) الآية: المعنى: فسجنوه، فدخل معه السجن، غلامان سجنا أيضا، وروي أنهما كانا لملك الأعظم الوليد بن الريان، أحدهما: خبازه، واسمه مجلث، والآخر: ساقيه، واسمه نبو، وروي أن الملك اتهمهما بأن الخباز منهما أراد سمه، ووافقه على ذلك الساقي، فسجنهما، قاله السدي، فلما دخل يوسف السجن، استمال الناس فيه بحسن حديثه وفضله ونبله، وكان يسلي حزينهم، ويعود مريضهم، ويسأل لفقيرهم، ويندبهم إلى الخير، فأحبه الفتيان، ولزماه، وأحبه صاحب السجن، والقيم عليه، وكان يوسف عليه السلام قد قال لأهل السجن: إني أعبر
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة