تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٢ - الصفحة ٢١٥
ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذالك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمت الله عليكم ومآ أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شىء عليم * وإذا طلقتم النسآء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذالك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الا خر ذالكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون * والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضآر والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذالك فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم مآ ءاتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير) *)) ) * بلغ: يبلغ بلوغا، وصل إلى الشيء، قال الشاعر:
* ومجر كغلان الأنيعم بالغ * ديارا لعدو ذي زهاء وأركان * والبلغة منه، والبلاغ الأصل، يقع على المدة كلها وعلى آخرها.
يقال لعمر الانسان: أجل: وللموت الذي ينتهي: أجل، وكذلك الغاية والأمد.
العضل: المنع، عضل أيمه منعها من الزوج يعضلها بكسر الضاد وضمها، قال ابن هرمة:
* وإن قضاء ئدي لك فاصطنعني * كرائم قد عضلن عن النكاح * ويقال: دجاج معضل إذا احتبس بيضها، قاله الخليل، وقال:
* ونحن عضلنا بالرماح نساءنا * وما فيكم عن حرمة الله عاضل ويقال: أصله الضيق، عضلت المرأة نشب الولد في بطنها، وعضلت الشاة وعضلت الأرض بالجيش ضاقت بهم؛ قال أوس:
* ترى الأرض منا بالفضاء مريضة معضلة منا بجيش عرمرم * وأعضل الداء الأطباء أعياهم، وداء عضال ضاق علاجه ولا يطاق، قالت ليلى الأخيلية:
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»