تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٢ - الصفحة ٣
2 (* (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولاكن البر من ءامن بالله واليوم الا خر والملائكة والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسآئلين وفي الرقاب وأقام الصلواة وءاتى الزكواة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأسآء والضراء وحين البأس أولائك الذين صدقوا وأولائك هم المتقون * ياأيها الذين ءامنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والا نثى بالا نثى فمن عفى له من أخيه شىء فاتباع بالمعروف وأدآء إليه بإحسان ذالك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذالك فله عذاب أليم * ولكم في القصاص حيواة ياأولي الألباب لعلكم تتقون * كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والا قربين بالمعروف حقا على المتقين * فمن بدله بعدما سمعه فإنمآ إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم * فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم) *)) 2 قبل: ظرف مكان، تقول: زيد قبلك. وشرح المعنى: أنه في المكان الذي هو مقابلك فيه. وقد يتسع فيه فيكون بمعنى: العندية المعنوية. تقول لي: قبل زيد دين. الرقاب: جمع رقبة، والرقبة: مؤخرالعنق، واشتقاقها من المراقبة، وذلك أن مكانها من البدن مكان الرقيب المشرف على القوم. ولهذا المعنى يقال: أعتق الله رقبته، ولا يقال: أعتق الله عنقه، لأنها لما سميت رقبة، كانت كأنها تراقب العذاب. ومن هذا يقال للتي لا يعيش لها ولد: رقوب، لأجل مراعاتها موت ولدها. قال في المنتخب: وفعال جمع يطرد لفعله، سواء كانت اسما نحو: رقبة ورقاب، أو صفة نحو: حسنة وحسان، وقد يعبر بالرقبة عن الشخص بجملته. البأساء: اسم مشتق من البؤس، إلا أنه مؤنث وليس بصفة، وقيل: هو صفة أقيمت مقام الموصوف. والبؤس والبأساء: الفقر، يقال منه: بئس الرجل، إذا افتقر، قال الشاعر:
* ولم يك في بؤس إذا بات ليلة * يناغي غزالا ساجي الطرف أكحلا * والبأس: شدة القتال، ومنه حديث علي: كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم). ويقال: بؤس الرجل، أي شجع. الضراء: من الضر، فقيل: ليس بصفة، وقيل: هو صفة أقيمت مقام الموصوف. وفي الحديث: (وأعوذ بك من ضر أو مضرة). وقال أهل اللغة: الضراء، بالفتح: ضد النفع، والضر، بالضم الزمانة. القصاص: مصدر قاص يقاص مقاصة وقصاصا؛ نحو: قاتل يقاتل مقاتلة وقتالا. والقصاص: مقابلة الشيء بمثله، ومنه: قتل من قتل بالمقتول، وأصله من قصصت الأثر: أي اتبعته، لأنه اتباع بدم المقتول، ومنه قص الشعر: اتباع أثره. الحر: معروف، تقول: حر الغلام يحر حرية فهو حر، وجمعه، أعني فعلا الصفة على أحرار محفوظ. وقالوا مروا مرارا، فإن كانت فعلا صفة للآدميين، جمعت الواو والنون، وكما أن أحرارا محفوظ في الجمع، كذلك حرائر محفوظ في جمع حرة مؤنثة. القتلى: جمع
(٣)
الذهاب إلى صفحة: 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»