تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج ٢ - الصفحة ١١٧
* عجبت والدهر كثير عجبه * من عنزي سبني لم أضربه * اللدد: شدة الخصومة، يقال: لددت تلد لددا ولدادة، ورجل ألد وامرأة لداء، ورجال ونساء لد، ورجل التدد ويلتدد أيضا شديد الخصومة، وإذا غلب خصمه قيل: لده يلده، متعديا، وقال الراجز:
يلد أقران الرجال اللدد واشتقاقه من لديدي العنق، وهما: صفحتاه، قاله الزجاج، وقيل: من لديدي الوادي وهما جانباه، سميا بذلك لإعوجاجهما، وقيل: هو من لده: حبسه، فكأنه يحبس خصمه عن مفاوضته ومقاومته.
الخصام: مصدر خاصم، وجمع خصم يقال: خصم وخصوم وخصام، كبحر وبحور بحار، والأصل في الخصومة التعميق في البحث عن الشيء، ولذلك قيل: في زوايا الأوعية: خصوم، الواحد. خصم.
النسل: مصدر: نسل ينسل، وأصله الخروج بسرعة ومن قولهم: نسل وبر البعير، وشعر الحمار، وريش الطائر: خرج فسقط منه، وقيل: النسل الخروج متتابعا، ومنه: نسال الطائر ما تتابع سقوطه من ريشه، وقال:
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل والإطلاق على الولد نسلا من إطلاق المصدر على المفعول، يسمى بذلك لخروجه من ظهر الأب، وسقوطه من بطن الأم بسرعة.
جهنم: علم للنار وقيل: اسم الدرك الأسفل فيها، وهي عربية مشتقة من قولهم: ركية جهنام إذا كانت بعيدة القعر، وقد سمي الرجل بجهنام أيضا فهو علم، وكلاهما من الجهم وهو الكراهة والغلظة، فالنون على هذا زائدة، فوزنه: فعنل، وقد نصوا على أن جهناما وزنه فعنال.
وقد ذهب بعض أصحابنا إلى أن فعنلا بناء مفقود في كلامهم، وجعل دونكا: فعللا، كعدبس. والواو أصل في بنات الأربعة كهي في: ورنتل، والصحيح إثبات هذا البناء. وجاءت منه ألفاظ، قالوا: ضغنط من الضغاطة، وهي الضخامة، وسفنج، وهجنف: للظليم والزونك: القصير سمي بذلك لأنه يزوك في مشيته. أي: يتبختر، قال حسان:
* أجمعت أنك أنت ألأم من مشى * في فحش زانية وزوك غراب * وقال بعضهم في معناه: زونكي.
وهذا كله يدل على زيادة النون في: جهنم وامتنعت الصرف للعلمية والتأنيث، وقيل: هي أعجمية وأصلها كهنام، فعربت بإبدال من الكاف جيما. وبإسقاط الألف، ومنعت الصرف على هذا للعجمة والعلمية.
حسب: بمعنى: كاف، تقول أحسبني الشيء: كفاني، فوقع حسب موقع: محسب، ويستعمل مبتدأ فيجر خبره بباء
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»