التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ٧١
منهم من رزق) أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم ولا غيرهم * (وما أريد أن يطعمون) * أي لا أريد أن يطعمون لأني منزه عن الأكل وعن صفات البشر وأنا غني عن العالمين وقيل المعنى ما أريد أن يطعموا عبيدي فحذف المضاف تجوزا وقيل معناه ما أريد أن ينفعوني لأني غني عنهم وعبرعن النفع العام بالإطعام والأول أظهر * (المتين) * أي الشديد القوة * (فإن للذين ظلموا ذنوبا) * الذنوب النصيب ويريد به هنا نصيبا من العذاب وأصل الذنوب الدلو والمراد بالذين ظلموا كفار قريش وبأصحابهم من تقدم من الكفار * (فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون) * يحتمل أن يريد يوم القيامة أو يوم هلاكهم ببدر والأول أرجح لقوله في المعارج * (ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون) * يعني يوم القيامة سورة الطور * (والطور) * هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام وقيل الطور كل جبل فكأنه أقسم بجنس الجبال * (وكتاب مسطور) * قيل هو اللوح المحفوظ وقيل القرآن وقيل صحائف الأعمال * (في رق منشور) * الرق في اللغة الصحيفة وخصصت في العرف بما كان من جلد والمنشور خلاف المطوي * (والبيت المعمور) * هو بيت في السماء السابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبدا وبهذا عمرانه وهو حيال الكعبة وقيل البيت المعمور الكعبة وعمرانها بالحجاج والطائفين والأول أظهر وهو قول علي وابن عباس * (والسقف المرفوع) * يعني السماء * (والبحر المسجور) * هو بحر الدنيا وقيل بحر في السماءتحت العرش والأول أظهر وأشهر ومعنى المسجور المملوء ماء وقيل الفارغ من الماء ويروى أن البحار يذهب ماؤها يوم القيامة واللغة تقتضي الوجهين لأن اللفظ من الأضداد وقيل معناه الموقد نارا من قولك سجرت التنور واللغة أيضا تقتضي هذا وروى أن جهنم في البحر * (إن عذاب ربك لواقع) * هذا جواب القسم ويعني عذاب الآخرة * (يوم تمور السماء مورا) * أي تجئ وتذهب وقيل تدور وقيل تتشقق والعامل في الظرف واقع ودافع أو محذوف * (الذين هم في خوض يلعبون) * الخوض التخبط في الأباطيل شبه يخوض الماء * (يوم يدعون) * أي يدفعون بتعنيف ويوم بدل من الظرف المتقدم * (أفسحر هذا) * توبيخ للكفار
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»