التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٤ - الصفحة ١٣٣
ذكر في براءة * (امرأة نوح وامرأة لوط) * قبل اسم امرأة نوح والهة واسم امرأة لوط والعة وهذا يفتقر إلى صحة نقل * (فخانتاهما) * قال ابن عباس خيانة امرأة نوح في أنها كانت تقول إنه مجنون وخيانة امرأة لوط بأنها كانت تخبر قومه بأضيافه إذا قدموا عليه وكانتا مع ذلك كافرتين وقيل خانتا بالزنا وأنكر ابن عباس ذلك وقال ما زنت امرأة نبي قط تنزيها من الله لهم عن هذا النقص وضرب الله المثل بهاتين المرأتين للكفار الذين بينهم وبين الأنبياء وسائل كأنه يقول لا يغني أحد عن أحد ولو كان أقرب الناس إليه كقرب امرأة نوح وامرأة لوط من أزواجهما وقيل هذا مثال لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكر في أول السورة وهذا باطل لأن الله إنما ضربه للذين كفروا وامرأة فرعون اسمها آسية وكانت قد آمنت بموسى عليه السلام فبلغ ذلك فرعون فأمر بقتلها فدعت بهذا الدعاء فقبض الله روحها وروى في قصصها غير هذا مما يطول وهو غير صحيح * (من فرعون وعمله) * تعني كفره وظلمه وقيل مضاجعته لها وهذا ضعيف * (أحصنت فرجها) * يعني الفرج الذي هو الجارحة وإحصانها له هو صيانتها وعفتها عن كل مكروه * (فنفخنا فيه من روحنا) * عبارة عن نفخ جبريل في فرجها فخلق الله فيه عيسى عليه السلام وأضاف الله الروح إلى نفسه إضافة مخلوق إلى خالقه وفي ذلك تشريف له " وصدقت بكلمات ربها وكتابه " كلمات ربها يحتمل أن يريد بها الكتب التي أنزل الله أو كلامه مع الملائكة وغيرهم وكتابه بالإفراد يحتمل أن يريد به التوراة أو الإنجيل أو جنس الكتب وقرئ بالجمع يعني كتب الله * (من القانتين) * أي من العابدين فإن قيل لم قال من القانتين بجمع المذكر وهي أنثى فالجواب أن القنوت صفة تجمع الرجال والنساء فغلب الذكور سورة الملك ورد في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه السورة كل ليلة إذا أخذ مضجعه وأنه عليه الصلاة والسلام قال إنها تنجي من عذاب القبر * (تبارك) * فعل مشتق من االبركة وقيل معناه تعاظم وهو مختص بالله تعالى ولم ينطق له بمضارع * (بيده الملك) * يعني ملك السماوات والأرض والدنيا والآخرة وقيل يعني ملك الملوك في الدنيا فهو كقوله مالك الملك والأول أعم وأعظم * (خلق الموت والحياة) * يعني موت
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»