التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٣ - الصفحة ٨٦
أنه روي أنهم كانوا ستمائة ألف ولكن جنود فرعون أكثر منهم بكثير * (فأخرجناهم من جنات وعيون) * يعني التي بمصر والعيون الخلجان الخارجة من النيل وكانت ثم عيون في ذلك الزمان وقيل يعني الذهب والفضة وهو بعيد * (ومقام كريم) * مجالس الأمراء والحكام وقيل المنابر وقيل المساكن الحسان * (كذلك) * في موضع خفض صفة لمقام أو في موضع نصب على تقدير أخرجناهم مثل ذلك الإخراج أو في موضع رفع على أنه خبر ابتداء تقديره الأمر كذلك * (وأورثناها بني إسرائيل) * أي أورثهم الله مواضع فرعون بمصر على أن التواريخ لم يذكر فيها ملك بني إسرائيل لمصر وإنما المعروف أنهم ملكوا الشام فتأويله على هذا أورثهم مثل ذلك بالشام * (فأتبعوهم) * أي لحقوهم وضمير الفاعل لفرعون وقومه وضمير المفعول لبني إسرائيل * (مشرقين) * معناه داخلين في وقت الشروق وهو طلوع الشمس وقيل معناه نحو المشرق وانتصابه على الحال " تراء الجمعان " وزن تراءى تفاعل وهو منصوب من الرؤية والجمعان جمع موسى وجمع فرعون أي رأى بعضهم بعضا * (فانفلق) * تقدير الكلام فضرب موسى البحر فانفلق * (كل فرق) * أي كل جزء منه والطود الجبل وروي أنه صار في البحر اثني عشر طريقا لكل سبط من بني إسرائيل طريق * (وأزلفنا ثم الآخرين) * يعني بالآخرين فرعون وقومه ومعنى أزلفنا قربناهم من البحر ليغرقوا وثم هنا ظرف يراد به حيث انفلق البحر وهو بحر القلزم * (ما تعبدون) * إنما سألهم مع علمه بأنهم يعبدون الأصنام ليبين لهم أن ما يعبدونه ليس بشيء ويقيم عليهم الحجة * (قالوا نعبد أصناما) * إن قيل لم صرحوا بقولهم نعبد مع أن السؤال وهو قوله ما تعبدون يغني عن التصريح بذلك وقياس مثل هذا الاستغناء بدلالة السؤال كقوله ما أنزل ربكم قالوا خيرا فالجواب أنهم صرحوا بذلك على وجه الافتخار والابتهاج بعبادة الأصنام ثم زادوا قولهم فنظل لها عاكفين مبالغة في ذلك * (بل وجدنا آباءنا) * اعتراف بالتقليد المحض * (إلا رب العالمين) * استثناء منقطع وقيل
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»