التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٤
في الأرض ثم انظروا فمعناه إباحة السير للتجارة وغيرها من المنافع وإيجاب النظر في الهالكين رتبه على ذلك بثم لتباعد ما بين الواجب والمباح * (قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله) * القصد بالآية إقامة البرهان على صحة التوحيد وإبطال الشرك وجاء ذلك بصفة الاستفهام لإقامة الحجة على الكفار فسأل أولا لمن ما في السماوات والأرض ثم أجاب عن السؤال بقوله قل لله لأن الكفار يوافقون على ذلك بالضرورة فيثبت بذلك أن الإله الحق هو الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وإنما يحسن أن يكون السائل مجيبا عن سؤاله إذا علم أن خصمه لا يخالفه في الجواب الذي به يقيم الحجة عليه * (كتب على نفسه الرحمة) * أي قضاها وتفسير ذلك بقول النبي صلى صلى الله عليه وسلم إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض وفيه إن رحمتي سبقت غضبي وفي رواية تغلب غضبي * (ليجمعنكم) * مقطوع مما قبله وهو جواب لقسم محذوف وقيل هو تفسير الرحمة المذكورة تقديره أن يجمعكم وهذا ضعيف لدخول النون الثقيلة في غير موضعها فإنها لا تدخل إلا في القسم أو في غير الواجب * (إلى يوم القيامة) * قيل هنا إلى بمعنى في وهو ضعيف والصحيح أنها للغاية على بابها * (الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون) * الذين مبتدأ وخبره لا يؤمنون ودخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط قاله الزجاج وهو حسن وقال الزمخشري الذين نصب على الذم أو رفع بخبر ابتداء مضمر وقيل هو بدل من الضمير في ليجمعنكم وهو ضعيف وقيل منادى وهو باطل * (وله ما سكن في الليل والنهار) * عطف على قوله قل لله ومعنى سكن حل فهو من السكنى وقيل هو من السكون وهو ضعيف لأن الأشياء منها ساكنة ومتحركة فلا يعم والمقصود عموم ملكه تعالى لكل شيء * (قل أغير الله أتخذ وليا) * إقامة حجة على الكفار ورد عليهم بصفات الله الكريم التي لا يشاركه غيره فيها * (أول من أسلم) * أي من هذه الأمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم سابق أمته إلى الإسلام * (ولا تكونن) * في الكلام حذف تقديره وقيل لي ولا تكونن من المشركين أو يكون معطوفا على معنى أمرت فلا حذف وتقديره أمرت بالإسلام ونهيت عن الإشراك * (من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه) * أي من يصرف عنه العذاب يوم القيامة فقد رحمه الله وقرئ يصرف بفتح الياء وفاعله الله * (وذلك) * إشارة إلى صرف العذاب أو إلى الرحمة * (وإن يمسسك الله بضر) * معنى يمسسك يصبك والضر مرض وغيره على العموم في جميع المضرات والخير العافية وغيرها على العموم أيضا والآية برهان على الوحدانية لانفراد الله تعالى
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»