التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٢١
* (دار السلام) * الجنة والسلام هنا يحتمل أن يكون اسم الله فأضافها إليه لأنها ملكه وخلقه أو بمعنى السلامة والتحية * (ويوم نحشرهم) * العامل في يوم محذوف تقديره اذكر وتقديره قلنا ويكون على هذا عاملا في يوم وفي * (يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس) * أي أضللتم منهم كثيرا وجعلتموهم أتباعكم كما تقول استكثر الأمير من الجيش * (استمتع بعضنا ببعض) * استمتاع الجن بالإنس طاعتهم لهم واستمتاع الإنس بالجن كقوله وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فإن الرجل كان إذا نزل واديا قال أعوذ بصاحب هذا الوادي يعني كبير الجن * (وبلغنا أجلنا) * هو الموت وقيل الحشر * (إلا ما شاء الله) * قيل الاستثناء من الكاف والميم في مثواكم فما بمعنى من لأنها وقعت على صنف من الجن والإنس والمستثنى على هذا من آمن منهم وقيل الاستثناء من مدة الخلود وهو الزمان الذي بين حشرهم إلى دخول النار وقيل الاستثناء من النار وهو دخولهم الزمهرير وقيل ليس المراد هنا بالاستثناء الإخراج وإنما هو على وجه الأدب مع الله وإسناد الأمور إليه * (نولي بعض الظالمين بعضا) * أي نجعل بعضهم وليا لبعض وقيل يتبع بعضهم بعضا في دخول النار وقيل نسلط بعضهم على بعض * (ألم يأتكم رسل) * تقرير للجن والإنس فقيل إن الجن بعث فيهم رسل منهم لظاهر الآية وقيل إنما الرسل من الإنس خاصة وإنما قال رسل منكم لأنه جمع الثقلين في الخطاب * (وشهدوا على أنفسهم) * لا تنافي بينه وبين قولهم ما كنا مشركين لما تقدم هناك فإن قيل لم كرر شهادتهم على أنفسهم فالجواب أن قولهم شهدنا على أنفسنا قول قالوه هم وقوله شهدوا على أنفسهم ذلهم وتقبيح لحالهم * (ذلك) * خبر ابتداء مضمر تقديره الأمر ذلك أو مفعول لفعل مضمر تقديره فعلنا ذلك والإشارة إلى بعث الرسل * (إن لم يكن) * تعليل لبعث الرسل وهو في موضع مفعول من أجله أو بدل من ذلك * (بظلم) * فيه وجهان أحدهما أن الله لم يكن ليهلك القرى دون بعث الرسل إليهم فيكون إهلاكهم ظلما إذ لم ينذرهم فهو كقوله وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا والآخر أن الله لا يهلك القرى بظلمهم إذا ظلموا دون أن ينذرهم ففاعل الظلم على هذا أهل القرى وغفلتهم عدم إنذارهم حكى الوجهين ابن عطية والزمخشري والوجه الأول صحيح على مذهب المعتزلة ولا يصح على مذهب أهل السنة لأن الله لو أهلك عباده بغير
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»