التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ٩٢
لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة * (والله يضاعف لمن يشاء) * أي يزيده على سبعمائة وقيل هو تأكيد وبيان للسبعمائة والأول أرجح لأنه ورد في الحديث ما يدل عليه * (الذين ينفقون) * الآية قيل نزلت في عثمان وقيل في علي وقيل في عبد الرحمن بن عوف * (منا ولا أذى) * المن ذكر النعمة على معنى التعديد لها والتقريع بها والأذى السب * (قول معروف) * هو رد السائل بجميل من القول كالدعاء له والتأنيس * (ومغفرة) * عفو عن السائل إذا وجد منه جفاء وقيل مغفرة من الله لسبب الرد الجميل والمعنى تفضيل عدم العطاء إذا كان بقول معروف ومغفرة على العطاء الذي يتبعه أذى * (لا تبطلوا صدقاتكم) * عقيدة أهل السنة أن السيئات لا تبطل الحسنات فقالوا في هذه الآية إن الصدقة التي يعلم من صاحبها أنه يمن أو يؤذي لا تقبل منه وقيل إن المن والأذى دليل على أن نيته لم تكن خالصة فلذلك بطلت صدقته * (كالذي ينفق) * تمثيل لمن يمن ويؤذي بالذي ينفق رياء وهو غير مؤمن * (فمثله) * أي مثل المرائي في نفقته كحجر عليه تراب يظنه من يراه أرضا منبتة طيبة فإذا أنزل عليها المطر انكشف التراب فيبقى الحجر لا منفعة فيه فكذلك المرائي يظن أن له أجرا فإذا كان يوم القيامة انكشف سره ولم تنفعه نفقته * (صفوان) * حجر كبير * (وابل) * مطر كثير * (صلدا) * أملس * (لا يقدرون) * أي لا يقدرون على الانتفاع بثواب شيء من إنفاقهم وهو كسبهم * (وتثبيتا) * أي تيقنا وتحقيقا للثواب لأن أنفسهم لها بصائر تحملهم على الإنفاق ويحتمل أن يكون معنى التثبيت أنهم يثبتون أنفسهم على الإيمان باحتمال المشقة في بذل المال وانتصاب ابتغاء على المصدر في موضع الحال وعطف عليه وتثبيتا ولا يصح في تثبيتا أن يكون مفعولا من أجله لأن الإنفاق ليس من أجل التثبيت فامتنع ذلك في المعطوف عليه وهو ابتغاء * (كمثل حبة) * تقديره كمثل صاحب حبة أو يقدر ولا مثل نفقة الذي ينفقون * (بربوة) * لأن ارتفاع موضع الجنة أطيب لتربتها وهوائها * (فطل) * الطل الرقيق الخفيف فالمعنى يكفي هذه الجنة لكرم أرضها * (أيود أحدكم) * الآية مثل ضرب للإنسان يعمل صالحا حتى إذا كان عند آخر عمره ختم له بعمل السوء أو مثل للكافر أو المنافق أو المرائي المتقدم ذكره آنفا أو ذي المن والأذى فإن كل واحد منهم يظن أنه ينتفع بعمله فإذا كان وقت حاجة إليه لم يجد شيئا فشبههم الله بمن كانت له جنة ثم أصابتها الجائحة المهلكة أحوج ما كان إليها لشيخوخته
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»