التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ٩٣
وضعف ذريته قالوا في قوله وأصابه الكبر للحال * (إعصار) * أي ريح فيها سموم محرقة * (من طيبات ما رزقناكم) * والطيبات هنا عند الجمهور الجيد غير الرديء فقيل إن ذلك في الزكاة فيكون واجبا وقيل في التطوع فيكون مندوبا لا واجبا لأنه كما يجوز التطوع بالقليل يجوز بالرديء * (ومما أخرجنا) * من النبات والمعادن وغير ذلك * (ولا تيمموا الخبيث) * أي لا تقصدوا الرديء * (منه تنفقون) * في موضع الحال * (ولستم بآخذيه) * الواو للحال والمعنى أنكم لا تأخذونه في حقوقكم وديونكم إلا أن تتسامحوا بأخذه وتعملوا من قولك أغمض فلان عن بعض حقه إذا لم يستوفه وإذا غض بصره * (الشيطان يعدكم الفقر) * الآية دفع لما يوسوس به الشيطان من خوف الفقر ففي ضمن ذلك حض على الإنفاق ثم بين عداوة الشيطان بأمره بالفحشاء وهي المعاصي وقيل الفحشاء البخل والفاحش عند العرب البخيل قال ابن عباس في الآية اثنتان من الشيطان واثنتان من الله والفضل هو الرزق والتوسعة * (يؤتي الحكمة) * قيل هي المعرفة بالقرآن وقيل النبوة وقيل الإصابة في القول والعمل * (وما أنفقتم من نفقة) * الآية ذكر نوعين وهما ما يفعله الإنسان تبرعا وما يفعله بعد إلزامه نفسه بالنذر وفي قوله * (فإن الله يعلمه) * وعد بالثواب وقوله * (وما للظالمين من أنصار) * وعيد لمن يمنع الزكاة أو ينفق لغير الله * (إن تبدوا الصدقات) * هي التطوع عند الجمهور لأنها يحسن إخفاؤها وإبداء الواجبة كالصلوات * (فنعما هي) * ثناء على الإظهار ثم حكم أن الإخفاء خير من ذلك الإبداء وما من نعما في موضع نصب تفسير للمضمر والتقدير فنعم شيء إبداؤها * (ليس عليك هداهم) * قيل إن المسلمين كانوا لا يتصدقون على أهل الذمة فنزلت الآية مبيحة للصدقة على من ليس على دين الإسلام وذلك في التطوع وأما الزكاة فلا تدفع لكافر أصلا فالضميرفي هداهم على هذا القول للكافر وقيل ليس عليك أن تهديهم لما أمروا به من الانفاق وترك المن والأذى والرياء والانفاق من الخبيث إنما عليك أن تبلغهم والهدى بيد الله فالضمير على هذا للمسلمين * (وما تنفقوا من خير فلأنفسكم) * أي إن منفعته لكم لقوله * (من عمل صالحا فلنفسه) * * (وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله) * قيل إنه خبر عن الصحابة أنهم لا ينفقون إلا ابتغاء وجه الله ففيه تزكية لهم
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»