التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ٩١
من ديارهم وهم ألوف * (كم لبثت) * سؤال على وجه التقرير * (قال لبثت يوما أو بعض يوم) * استقل مدة موته قيل أماته الله غدوة يوم ثم بعثه قبل الغروب من يوم آخر بعد مائة عام فظن أنه يوم واحد ثم رأى بقية من الشمس فخاف أن يكذب في قوله يوما فقال أو بعض يوم * (فانظر إلى طعامك وشرابك) * قيل كان طعامه تينا وعنبا وأن شرابه كان عصيرا ولبنا * (لم يتسنه) * معناه لم يتغير بل بقي على حاله طول مائة عام وذلك أعجوبة إلهية واللفظ يحتمل أن يكون مشتقا من السنة لأن لامها هاء فتكون الهاء في يتسنه أصلية أي لم يتغير السنون ويحتمل أن يكون مشتقا من قولك تسنن الشيء إذا فسد ومنه الحمأ المسنون ثم قلبت النون حرف علة كقولهم قصيت أظفاري ثم حذف حرف العلة للجازم والهاء على هذا هاء السكت * (وانظر إلى حمارك) * قيل بقي حماره حيا طول المائة عام دون علف ولا ماء وقيل مات ثم أحياه الله وهو ينظر إليه * (ولنجعلك آية للناس) * التقدير فعلنا بك هذا لتكون آية للناس وروي أنه قام شابا على حالته يوم مات فوجد أولاده وأولادهم شيوخا * (وانظر إلى العظام) * هي عظام نفسه وقيل عظام الحمار على القول بأنه مات " ننشرها " بالراء نحيبها وقرئ بالزاي ومعناه نرفعها للأحياء * (قال أعلم) * بهمزة قطع وضم الميم أي قال الرجل ذلك اعترافا وقرئ بألف وصل والجزم على الأمر أي قال له الملك ذلك * (وإذ قال إبراهيم) * الآية قال الجمهور لم يشك إبراهيم في إحياء الموتى وإنما طلب المعاينة لأنه رأى دابة قد أكلتها السباع والحيات فسأل ذلك السؤال ويدل على ذلك قوله كيف فإنها سؤال عن حال الإحياء وصورته لا عن وقوعه * (ولكن ليطمئن قلبي) * أي بالمعاينة * (أربعة من الطير) * قيل هي الديك والطاوس والحمام والغراب فقطعها وخلط أجزاءها ثم جعل من المجموع جزءا على كل جبل وأمسك رأسها بيدها ثم قال تعالين بإذن الله فتطايرت تلك الأجزاء حتى التأمت وبقيت بلا رؤس ثم كرر النداء فجاءته تسعى حتى وضعت أجسادها في رؤسها وطارت بإذن الله * (فصرهن) * أي ضمهن وقيل قطعهن على كل جبل قيل أربعة جبال وقيل سبعة وقيل الجبال التي وصل إليها حينئذ من غير حصر بعدد * (في سبيل الله) * ظاهره الجهاد وقد يحمل على جميع وجوه البر * (كمثل حبة) * كل ما يزرع ويقتان وأشهره القمح وفي الكلام حذف تقديره مثل نفقة الذين ينفقون كمثل حبة أو يقدر في آخر الكلام كمثل صاحب حبة * (أنبتت سبع سنابل) * بيان أن الحسنة بسبعمائة كما جاء في الحديث أن رجلا جاء بناقة فقال هذه في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»