التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ٥٧
أهل الكتاب) أي تمنوا ونزلت الآية في حيي بن أخطب وأمية بن ياسر وأشباههما من اليهود الذين كانوا يحرصون على فتنة المسلمين ويطمعون أن يردوهم عن الإسلام * (حسدا) * مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال والعامل فيه ما قبله فيجب وصله معه وقيل هو مصدر والعامل فيه محذوف تقديره يحسدونكم حسدا فعلى هذا يوقف على ما قبله والأول أظهر وأرجح * (من عند أنفسهم) * يتعلق بحسدا وقيل بيود * (فاعف) * منسوخ بالسيف * (بأمره) * يعني إباحة قتالهم أو وصول آجالهم * (وقالوا لن يدخل الجنة) * الآية أي قالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا * (هودا) * يعني اليهود وهذه الكلمة جمع هايد أو مصدر وصف به وقال الفراء حذفت منه يا هودا على غير قياس * (أمانيهم) * أكاذيبهم أو ما يتمنونه * (هاتوا) * أمر على وجه التعجيز والرد عليهم وهو من هاتي يهاتي ولم ينطق به وقيل أصله آتوا وأبدل من الهمزة هاء * (بلي) * إيجاب لما نفوا أي يدخلها من ليس يهوديا ولا نصرانيا * (من أسلم وجهه لله) * أي دخل في الإسلام وأخلص وذكر الوجه لشرفه والمراد جملة الإنسان * (وقالت اليهود) * الآية سببها اجتماع نصارى نجران مع يهود المدينة قدمت كل طائفة الأخرى * (وهم يتلون) * تقبيح لقولهم مع تلاوتهم الكتاب * (الذين لا يعلمون) * المشركون من العرب لأنهم لا كتاب لهم * (منع مساجد الله) * لفظه الاستفهام ومعناه لا أحد أظلم منه حيث وقع قريش منعت الكعبة أو النصارى منعوا بيت المقدس أو على العموم * (خائفين) * في حق قريش لقوله صلى الله عليه وسلم لا يحج بعد هذا العام مشرك وفي حق النصارى ضربهم عند بيت المقدس أو الجزية * (خزي) * في حق قريش غلبتهم وفتح مكة وفي حق النصارى فتح بيت المقدس أو الجزية * (فأينما تولوا) * في الحديث الصحيح أنهم صلوا ليلة في سفر إلى غير القبلة بسبب الظلمة فنزلت وقيل هي في نفل المسافر حيث ما توجهت به دابته وقيل هي راجعة إلى ما قبلها أي إن منعتم من مساجد الله فصلوا حيث كنتم وقيل إنها احتجاج على من أنكر تحويل القبلة فهي كقوله بعد هذا * (قل لله المشرق والمغرب) * الآية والقول الأول هو الصحيح ويؤخذ منه أن من
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»