التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ٦٠
استفهام أو رغبة * (عهدي) * الإمامة * (البيت) * الكعبة * (مثابة) * اسم مكان من قولك ثاب إذا رجع لأن الناس يرجعون إليه عاما بعد عام * (واتخذوا) * بالفتح إخبار عن المتبعين لإبراهيم عليه السلام وبالكسر إخبار لهذه الأمة وافق قول عمر رضي الله عنه لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى وقيل أمر لإبراهيم وشيعته وقيل لبني إسرائيل فهو على هذا عطف على قوله * (اذكروا نعمتي) * وهذا بعيد * (من مقام إبراهيم) * هو الحجر الذي صعد به حين بناء الكعبة وقيل المسجد الحرام * (وعهدنا) * عبارة عن الأمر والوصية * (طهرا بيتي) * عبارة عن بنيانه بنية خالصة كقوله أسس على التقوى وقيل المعنى طهراه عن عبادة الأصنام * (للطائفين) * هم الذين يطوفون بالكعبة وقيل الغرباء القادمون على مكة والأول أظهر * (والعاكفين) * هم المعتكفون في المسجد وقيل المصلون وقيل المجاورون من الغرباء وقيل أهل مكة والعكوف في اللغة اللزوم * (بلدا) * يعني مكة * (آمنا) * أي مما يصيب غيره من الخسف والعذاب وقيل آمنا من إغارة الناس على أهله لأن العرب كان يغير بعضهم على بعض وكانوا لا يتعرضون لأهل مكة وهذا أرجح لقوله أولم نمكن لهم حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم فإن قيل لم قال في البقرة * (بلدا آمنا) * فعرف في إبراهيم ونكر في البقرة أجيب عن ذلك بثلاثة أجوبة الجواب الأول قاله أستاذنا الشيخ أبو جعفر بن الزبير وهو أنه تقدم في البقرة ذكر البيت في قوله * (القواعد من البيت) * وذكر البيت يقتضي بالملازمة ذكر البلد الذي هو فيه فلم يحتج إلى تعريف بخلاف آية إبراهيم فإنها لم يتقدم قبلها ما يقتضي ذكر البلد ولا المعرفة به فذكره بلام التعريف الجواب الثاني قاله السهبلي وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة حين نزلت آية إبراهيم لأنها مكية فلذلك قال فيه البلد بلام التعريف التي للحضور كقولك هذا الرجل وهو حاضر بخلاف آية البقرة فإنها مدنية ولم تكن مكة حاضرة حين نزولها فلم يعرفها بلام الحضور وفي هذا نظر لأن ذلك الكلام حكاية عن إبراهيم عليه السلام فلا فرق بين نزوله بمكة أو المدينة الجواب الثالث قاله بعض المشارقة أنه قال هذا بلد آمنا قبل أن يكون بلدا فكأنه قال اجعل هذا الموضع بلدا آمنا وقال هذا البلد بعد ما صار بلدا وهذا يقتضي أن إبراهيم دعا بهذا الدعاء مرتين والظاهر أنه مرة واحدة حكى لفظه فيها على وجهين * (من آمن) * بدل بعض من كل * (ومن كفر) * أي قال الله وأرزق من كفر لأن الله يرزق في الدنيا المؤمن والكافر * (ربنا تقبل منا) * على حذف القول أي يقولان ذلك * (وأرنا مناسكنا) * علمنا موضع الحج وقيل العبادات * (فيهم) * أي في ذريتنا * (رسولا منهم) * هو محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك قال صلى الله عليه وسلم أنا دعوة أبي إبراهيم والضمير المجرور لذرية إبراهيم وإسماعيل وهم العرب الذين من نسل عدنان وأما الذين من قحطان فاختلف هل هم من ذرية إسماعيل أم لا * (آياتك) *
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»