قولهم * (السفهاء) * هنا اليهود أو المشركون أو المنافقون * (ما ولاهم) * أي ما ولى المسلمين * (عن قبلتهم) * الأولى وهي بيت المقدس إلى لكعبة * (لله المشرق والمغرب) * الآية ردا عليهم لأن الله يحكم ما يريد ويولي عباده حيث شاء لأن الجهات كلها له * (وكذلك) * بعد ما هديناكم * (جعلناكم أمة وسطا) * أي خيارا * (شهداء على الناس) * أي تشهدون يوم القيامة بإبلاغ الرسل إلى قومهم * (عليكم شهيدا) * أي بأعمالكم قال عليه الصلاة والسلام أقول كما قال أخي عيسى * (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) * الآية فإن قيل لم قدم المجرور في قوله * (عليكم شهيدا) * وآخره في قوله * (شهداء على الناس) * فالجواب أن تقديم المعمولات يفيد الحصر فقدم المجرور في قوله * (عليكم شهيدا) * لاختصاص شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته ولم يقدمه في قوله * (شهداء على الناس) * لأنه لم يقصد الحصر * (القبلة التي كنت عليها) * فيها قولان أحدهما أنها الكعبة وهو قول ابن عباس والآخر هو بيت المقدس وهو قول قتادة وعطاء والسدي وهذا مع ظاهر قوله * (كنت عليها) * لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى بيت المقدس ثم انصرف عنه إلى الكعبة وأما قول ابن عباس فتأويله بوجهين الأول أن كنت بمعنى أنت والثاني قيل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى الكعبة قبل بيت المقدس وإعراب التي كنت عليها مفعول بجعلنا أو صفة للقبلة ومعنى الآية على القولين اختبار وفتنة للناس بأمر القبلة وأما على قول قتادة فإن الصلاة إلى بيت المقدس فتنة للعرب لأنهم كانوا يعظمون الكعبة أو فتنة لمن أنكر تحويلها وتقديره على هذا ما جعلنا صرف القبلة أما على قول ابن عباس فإن الصلاة إلى الكعبة فتنة لليهود لأنهم يعظمون بيت المقدس وهم مع ذلك ينكرون النسخ فأنكروا صرف القبلة أو فتنة لضعفاء المسلمين حتى رجع بعضهم عن الإسلام حين صرفت القبلة * (لنعلم) * أي العلم الذي تقوم به الحجة على العبد وهو إذا ظهر في الوجود ما علمه الله * (ينقلب على عقبيه) * عبارة عن الارتداد عن الإسلام وهو تشبيه بمن رجع يمشي إلى وراء * (وإن كانت) * إن مخففة من الثقيلة واسم كان ضمير الفعلة وهي التحول عن القبلة * (إيمانكم) * قيل صلاتكم إلى بيت المقدس واستدل به من قال إن الأعمال من الإيمان وقيل معناه ثبوتكم على الإيمان حين انقلب غيركم بسبب تحويل القبلة * (تقلب وجهك) * كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه إلى السماء رجاء أن يؤمر بالصلاة إلى الكعبة * (شطر المسجد) * جهة * (وما أنت بتابع قبلتهم) * خبر يتضمن النهي ووحدت قبلتهم وإن كانت جهتين لاتحادهم في البطلان * (وما بعضهم بتابع قبلة بعض) * لأن
(٦٢)