وهو القرآن * (فلم تقتلون) * ردا عليهم فيما ادعوا من الإيمان بالتوراة وتكذيب لهم وذكر الماضي بلفظ المستقبل إشارة إلى ثبوته فكأنه دائم لما رضي هؤلاء به * (إن كنتم مؤمنين) * شرطية بمعنى القدح في إيمانهم وجوابها يدل عليه ما قبل أو نافية فيوقف قبلها والأول أظهر * (بالبينات) * يعني المعجزات كالعصا وفلق البحر وغير ذلك * (اتخذتم العجل) * ذكر هنا على وجه ألزم لهم والإبطال بقولهم نؤمن بما أنزل علينا وكذلك رفع الطور وذكر قبل هذا على وجه تعداد النعم لقوله * (ثم عفونا عنكم) * * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته) * وعطفه بثم في الموضعين إشارة إلى قبح ما فعلوه من ذلك * (من بعده) * الضمير لموسى عليه السلام أي من بعد غيبته في مناجاة الله على جبل الطور * (سمعنا وعصينا) * أي سمعنا قولك وعصينا أمرك ويحتمل أن يكونوا قالوه بلسان المقال أو بلسان الحال * (واشربوا) * عبارة عن تمكن حب العجل من قلوبهم فهو مجاز تشبيها بشرب الماء أو بشرب الصبغ في الصواب وفي الكلام محذوف أي أشربوا حب العجل وقيل إن موسى برد العجل بالمبرد ورمى برادته في الماء فشربوه فالشرب على هذا حقيقة ويرد هذا قوله في قلوبهم * (بكفرهم) * الباء سببية للتعليل أو بمعنى المصاحبة * (يأمركم) * إسناد الأمر إلى إيمانهم فهو مجاز على وجه التهكم فهو كقولك أصلاتك تأمرك كذلك إضافة الإيمان إليهم * (إن كنتم) * شرط أو نفي * (فتمنوا الموت) * بالقلب أو اللسان أو باللسان خاصة وهذا أمر على وجه التعجيز والتبكيت لأنه من علم أنه من أهل الجنة اشتاق إليها وروي أنهم لو تمنوا الموت لماتوا وقيل إن ذلك معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم دامت طول حياته * (ولن يتمنوه) * إن قيل لم قال في هذه السورة * (ولن يتمنوه) * وفي سورة الجمعة * (ولا يتمنونه) * فنفى هنا بلن وفي الجمعة بلا فقال أستاذنا الشيخ أبو جعفر بن الزبير الجواب أنه لما كان الشرط في المغفرة مستقبلا وهو قوله إن كانت لكم الدار الآخرة خالصة جاءت جوابه بلن التي تخلص الفعل للاستقبال ولما كان الشرط في الجمعة حالا وهو قوله إن زعمتم أنكم أولياء لله جاء جوابه بلا التي تدخل على الحال أو تدخل على المستقبل * (بما قدمت) * أي لسبب ذنوبهم وكفرهم * (عليم بالظالمين) * تهديد لهم * (ومن الذين أشركوا) * فيه وجهان أحدهما أن يكون عطفا على ما قبله فيوصل به والمعنى أن اليهود أحرص على الحياة من الناس ومن الذين أشركوا فحمل على المعنى كأنه قال أحرص من الناس ومن الذين أشركوا وخص الذين أشركوا بالذكر بعد دخولهم في عموم الناس لأنهم لا يؤمنون بالآخرة بإفراط حبهم للحياة الدنيا والآخر أن يكون من الذين أشركوا ابتداء كلام فيوقف على ما قبله والمعنى من الذين أشركوا قوم * (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة) * فحذف الموصوف وقيل أراد به المجوس لأنهم يقولون لملوكهم عش
(٥٤)