أي في حصون منيعة وقيل المشيدة المطولة وقيل االمبنية بالشيد وهو الجص * (إن تصبهم حسنة) * الحسنة هنا النصر والغنيمة وشبه ذلك من المحبوبات والسيئة الهزيمة والجوع وشبه ذلك والضمير في تصبهم وفي يقول للذين قيل لهم كفوا أيديكم وهذا يدل على أنها في المنافقين لأن المؤمنين لا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم إن السيئات من عنده * (قل كل من عند الله) * رد على من نسب السيئة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإعلام أن السيئة والحسنة والخير والشر من عند الله أي بقضائه وقدره * (فما لهؤلاء القوم) * توبيخ لهم على قلة فهمهم * (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) * خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به كل مخاطب على الإطلاق فدخل فيه غيره من الناس وفيه تأويلان أحدهما نسبة الحسنة إلى الله والسيئة إلى العبد تأدبا مع الله في الكلام وإن كان كل شيء منه في الحقيقة وذلك كقوله عليه الصلاة والسلام والخير كله بيديك والشر ليس إليك وأيضا فنسبة السيئة إلى العبد لأنها بسبب ذنوبه لقوله) * (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) * فهي من العبد بتسببه فيها ومن الله بالخلقة والاختراع والثاني أن هذا من كلام القوم المذكورين قبل والتقدير يقولون كذا فمعناها كمعنى التي قبلها * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * هذه الآية من فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كانت طاعته كطاعة الله لأنه يأمر وينهي عن الله * (ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) * أي من أعرض عن طاعتك فما أنت عليه بحفيظ تحفظ أعماله بل حسابه وجزاؤه على الله وفي هذا متاركة وموادعة منسوخة بالقتال * (ويقولون طاعة) * أي أمرنا وشأننا طاعة لك وهي في المنافقين بإجماع * (بيت طائفة منهم غير الذي تقول) * بيت أي تدبر الأمر بالليل والضمير في تقول للمخاطب وهو النبي صلى الله عليه وسلم أو للطائفة * (فأعرض عنهم) * أي لا تعاقبهم * (أفلا يتدبرون القرآن) * حض على التفكر في معانيه لتظهر أدلته وبراهينه * (اختلافا كثيرا) * أي تناقضا كما في كلام البشر أو تفاوتا في الفصاحة لكن القرآن منزه عن ذلك فدل على أنه كلام الله وإن عرضت لأحد شبهة وظن اختلافا في شيء من القرآن فالواجب أن يتهم نظره ويسأل أهل العلم ويطالع تآليفهم حتى يعلم أن ذلك ليس باختلاف * (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به) * قيل هم المنافقون وقيل قوم من ضعفاء المسلمين كانوا إذا بلغهم خبر عن السرايا والجيوش أو غير ذلك أذاعوا به أي تكلموا به
(١٤٩)