يحلفون بالله) يحتمل أن يكون هذا معطوفا على ما قبله أو يكون معطوفا على قوله يصدون ويكون قوله فكيف إذا أصابتهم اعتراضا * (فأعرض عنهم) * أي عن معاقبتهم وليس المراد بالإعراض القطيعة لقوله وعظهم * (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم) * الآية وعد بالمغفرة لمن استغفر وفيه استدعاء للاستغفار والتوبة ومعنى جاؤوك أتوك تائبين معتذرين من ذنوبهم يطلبون أن تستغفر لهم الله * (فلا وربك) * لا هنا مؤكدة للنفي الذي بعدها * (شجر بينهم) * أي اختلط واختلفوا فيه ومعنى الآية أنهم لا يؤمنون حتى يرضوا بحكم النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت بسبب المنافقين الذين تخاصموا وقيل بسبب خصام الزبير مع رجل من الأنصار في الماء وحكمها عام * (ولو أنا كتبنا عليهم) * معناها لو فرض عليهم ما فرض على من كان قبلهم من المشقات لم يفعلوها لقلة انقيادهم إلا القليل منهم الذين هم مؤمنون حقا وقد روي أن من هؤلاء القليل أبو بكر وعمر وابن مسعود وعمار بن ياسر وثابت بن قيس * (إلا قليل) * بالرفع بدل من المضمر وقرأ ابن عامر وحده بالنصب على أصل الاستثناء أو على إلا فعلا قليلا * (ما يوعظون به) * من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته والانقياد له * (وأشد تثبيتا) * أي تخفيفا لإيمانهم * (وإذا لآتيناهم) * جواب لسؤال مقدر عن حالهم لو فعلوا ذلك * (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم) * ثواب على الطاعة أي هم معهم في الجنة وهذه الآية مفسرة لقوله تعالى * (صراط الذين أنعمت عليهم) * والصديق فعيل من الصدق ومن التصديق والمراد به المبالغة والصديقون أرفع الناس درجة بعد الأنبياء والشهداء المقتولون في سبيل الله ومن جرى مجراهم من سائر الشهداء كالغريق وصاحب الهدم حسبما ورد في الحديث أنهم سبعة * (وحسن أولئك رفيقا) * الإشارة إلى الأصناف الأربعة المذكورة والرفيق يقع على الواحد والجماعة كالخليط وهو مفرد بين به الجنس ومعنى الكلام إخبار واستدعاء للطاعة التي ينال بها مرافقة هؤلاء * (ذلك الفضل) * الإشارة إلى الثواب على الطاعة بمرافقة من ذكر في الجنة والفضل صفة أو خبر * (خذوا حذركم) * أي تحرزوا من عدوكم واستعدوا له * (فانفروا ثبات) * أي اخرجوا للجهاد جماعات متفرقين
(١٤٧)