من غير إذن الزوج وقال أبو حنيفة ليس لهما الفراق إلا إن جعل لهما وإن اختلفا لم يلزم شيء إلا باتفاقهما ومشهور مذهب مالك أن الحاكم هو الذي يبعث الحكمين وقيل يبعثهما الزوجان وجرت عادة القضاة أن يبعثوا امرأة أمينة ولا يبعثوا حكمين قال بعض العلماء هذا تغيير لحكم القرآن والسنة الجارية * (من أهله وحكما من أهلها) * يجوز في المذهب أن يكون الحكمان من غير أهل الزوجين والأكمل أن يكونا من أهلهما كما ذكر الله * (إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما) * الضمير في يريدا للحكمين وفي بينهما للزوجين على الأظهر وقيل الضميران للزوجين وقيل للحكمين * (والجار ذي القربى والجار الجنب) * قال ابن عباس الجار ذي القربى هو القريب النسب والجار الجنب هو الأجنبي وقيل ذي القربى القريب المسكن منك والجنب البعيد المسكن عنك وحد الجوار عند بعضهم أربعون ذراعا من كل ناحية * (الصاحب بالجنب) * قال ابن عباس الرفيق في السعي وقال علي بن أبي طالب الزوجة * (مختالا) * اسم فاعل وزنه مفتعل من الخيلاء وهو الكبر وإعجاب المرء بنفسه * (فخورا) * شديد الفخر * (الذين يبخلون) * بدل من قوله مختالا أو نصب على الذم أو رفع بخبر ابتداء مضمر أو مبتدأ وخبره محذوف تقديره يعذبون والآية في اليهود نزلت في قوم منهم كحيي بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت كانوا يقولون للأنصار لا تنفقوا أموالكم في الجهاد والصدقات وهي مع ذلك عامة من فعل هذه الأفعال من المسلمين * (والذين ينفقون) * عطف على الذين يبخلون وقيل على الكافرين والآية في المنافقين الذين كانوا ينفقون في الزكاة والجهاد رياء ومصانعة وقيل في اليهود وقيل في مشركي مكة الذين أنفقوا أموالهم في حرب المسلمين * (قرينا) * أي ملازما له يغويه * (وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر) * الآية استدعاء لهم كملاطفة أو توبيخ على ترك الإيمان والإنفاق كأنه يقول أي مضرة عليهم في ذلك * (مثقال ذرة) * أي وزنها وهي النملة الصغيرة وذلك تمثيل بالقليل تنبيها على الكثير * (وإن تك حسنة) * بالرفع فاعل وتك تامة وبالنصب خبر من أنها ناقصة واسمها مضمر فيها * (يضاعفها) * أي يكثرها واحد البر بعشر إلى سبعمائة أو أكثر * (ويؤت من لدنه) * أي من عنده تفضلا وزيادة على ثواب العمل * (فكيف إذا جئنا) * تقديره كيف يكون الحال إذا جئنا * (بشهيد) * هو نبيهم يشهد عليهم بأعمالهم * (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) * أي تشهد على قومك ولما قرأ ابن مسعود هذه الآية على رسول الله
(١٤١)