التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٣٠
على تحريم ما زاد على الرابعة * (فواحدة) * أي إن خفتم أن لا تعدلوا بين الاثنين أو الثلاث أو الأربع فاقتصروا على واحدة أو على ما ملكت أيمانكم من قليل أو كثير رغبة في العدول وانتصاب واحدة بفعل مضمر تقديره فانكحوا واحدة * (ذلك أدنى ألا تعولوا) * الإشارة إلى الاقتصار على الواحدة والمعنى أن ذلك أقرب إلى أن لا تعولوا ومعنى تعولوا تميلوا وقيل يكثر عيالكم * (وآتوا النساء صدقاتهن) * خطاب للأزواج وقيل للأولياء لأن بعضهم كان يأكل صداق وليته وقيل نهى عن الشغار * (نحلة) * أي عطية منكم لهن أو عطية من الله وقيل معنى نحلة أي شرعة وديانة وانتصابه على المصدر من معنى آتوهن أو على الحال من ضمير المخاطبين * (فإن طبن لكم) * الآية إباحة للأزواج والأولياء على ما تقدم من الخلاف أن يأخذوا ما دفعه النساء من صدقاتهن عن طيب أنفسهن والضمير في منه يعود على الصداق أو على الإيتاء * (هنيئا مريئا) * عبارة عن التحليل ومبالغة في الإباحة وهما صفتان من قولك هنؤ الطعام ومرؤ إذا كان سائغا لا تنغيص فيه وهما وصف للمصدر أي أكلا هنيا أو حال من ضمير الفاعل وقيل يوقف على فكلوه ويبدأ هنيئا مريئا على الدعاء * (ولا تؤتوا السفهاء) * قيل هم أولاد الرجل وامرأته أي لا تؤتوهم أموالكم للتبذير وقيل السفهاء المحجورون وأموالكم أموال المحجورين وأضافها إلى المخاطبين لأنهم ناظرون عليها وتحت أيديهم * (قياما) * جمع قيمة وقيل بمعنى قياما بألف أي تقوم بها معايشكم * (وارزقوهم فيها واكسوهم) * قيل إنها فيمن تلزم الرجل نفقته من زوجته وأولاده وقيل في المحجورين يرزقون ويكسون من أموالهم * (وقولوا لهم قولا معروفا) * أي ادعوا لهم بخير أو عدوهم وعدا جميلا أي إن شئتم دفعنا لكم أموالكم * (وابتلوا اليتامى) * أي اختبروا رشدهم * (بلغوا النكاح) * بلغوا مبلغ الرجال * (فإن آنستم منهم رشدا) * الرشد هو المعرفة بمصالحه وتدبير ماله وإن لم يكن من أهل الدين واشترط قوم الدين واعتبر مالك البلوغ والرشد وحينئذ يدفع المال واعتبر أبو حنيفة البلوغ وحده ما لم يظهر سفه وقوله مخالف للقرآن * (وبدارا أن يكبروا) * ومعناه مبادرة لكبرهم أي أن الوصي يستغنم أكل مال اليتيم قبل أن يكبرو موضع أن يكبروا نصب على المفعولية ببدارا أو على المفعول من أجله تقديره مخافة أن يكبروا * (فليستعفف) * أمر الوصي الغنى أن يستعفف عن مال اليتيم ولا يأكل منه شيئا * (ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف) * قال عمر بن الخطاب المعنى أن يستسلف الوصي الفقير من مال اليتيم فإذا أيسر رده وقيل المراد أن يكون له أجرة بقدر عمله وخدمته ومعنى بالمعروف من غير إسراف وقيل نسختها إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما * (فأشهدوا عليهم) * أمر بالتحرز والحرز فهو
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»