التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١١٥
تكفرون) إنكار واستبعاد * (حق تقاته) * قيل نسخها فاتقوا الله ما استطعتم وقيل لا نسخ إذ لا تعارض فإن العباد أمروا بالتقوى على الكمال فيما استطاعوا تحرزا من الإكراه وشبهه * (واعتصموا بحبل الله) * أي تمسكوا والحبل هنا مستعار من الحبل الذي تشد عليه اليد والمراد هنا القرآن وقيل الجماعة * (ولا تفرقوا) * نهي عن التدابر والتقاطع إذ قد كان الأوس هموا بالقتال مع الخزرج لما رام اليهود إيقاع الشر بينهم ويحتمل أن يكون نهيا عن التفرق في أصول الدين ولا يدخل في النهي الاختلاف في الفروع * (إذ كنتم أعداء) * كان بين الأوس والخزرج عداوة وحروب عظيمة إلى أن جمعهم الله بالإسلام * (شفا حفرة) * أي حرف حفرة وذلك تشبيه لما كانوا عليه من الكفر والعداوة التي تقودهم إلى النار * (ولتكن منكم أمة) * الآية دليل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب وقوله منكم دليل على أنه فرض كفاية لأن من للتبعيض وقيل إنها لبيان الجنس وأن المعنى كونوا أمة وتغيير المنكر يكون باليد واللسان وبالقلب على حسب الأحوال * (كالذين تفرقوا) * هم اليهود والنصارى نهى الله المسلمين أن يكونوا مثلهم وورد في الحديث أنه عليه السلام قال افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل ومن تلك الواحدة قال من كان على ما أنا وأصحابي عليه * (يوم تبيض وجوه) * العامل فيه محذوف وقيل عذاب عظيم * (أكفرتم بعد إيمانكم) * أي يقال لهم أكفرتم والخطاب لمن ارتد عن الإسلام وقيل للخوارج وقيل لليهود لأنهم آمنوا بصفة النبي صلى الله عليه وسلم المذكورة في التوراة ثم كفروا به لما بعث * (كنتم خير أمة) * كان هنا هي التي تقتضي الدوام كقوله وكان الله غفورا رحيما وقيل كنتم في علم الله وقيل كنتم فيما وصفتم به في الكتب المتقدمة وقيل كنتم بمعنى
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»