التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٢٦
فنحاص أو حيي بن أخطب أو غيرهما إنما يستقرض الفقير من الغنى فالله فقير ونحن أغنياء فنزلت هذه الآية وكان ذلك القول منهم اعتراضا على القرآن أوجبه قلة فهمهم أو تحريفهم للمعاني فإن كانوا قالوه باعتقاد فهو كفر وإن قالوه بغير اعتقاد فهو استخفاف وعناد * (سنكتب ما قالوا) * أي تكتبه الملائكة في الصحف * (وقتلهم الأنبياء) * أي قتل آبائهم للأنبياء وأسند إليهم لأنهم راضون به ومتبعون لمن فعله من آبائهم * (الذين قالوا) * صفة للذين وليس صفة للعبيد * (حتى يأتينا بقربان) * كانوا إذا أرادوا أن يعرفوا قبول الله لصدقة أو غيرها جعلوه في مكان فتنزل نار من السماء فتحرقه وإن لم تنزل فليس بمقبول فزعموا أن الله جعل لهم ذلك علامة على صدق الرسل * (قل قد جاءكم رسل) * الآية رد عليهم بأن الرسل قد جاءتهم بمعجزات توجب الإيمان بهم وجاؤهم أيضا بالقربان الذي تأكله النار ومع ذلك كذبوهم وقتلوهم فذلك يدل على أن كفرهم عناد فإنهم كذبوا في قولهم إن الله عهد إلينا * (فإن كذبوك فقد كذب) * الآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم بالتأسي بغيره * (فمن زحزح) * أي نحي وأبعد * (لتبلون) * الآية خطاب للمسلمين والبلاء في الأنفس بالموت والأمراض وفي الأموال بالمصائب والإنفاق * (ولتسمعن) * الآية سببها قول اليهود إن الله فقير وسبهم للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين * (لتبيننه للناس ولا تكتمونه) * قال ابن عباس هي لليهود أخذ عليهم العهد في أمر محمد صلى الله عليه وسلم فكتموه وهي عامة في كل من علمه الله علما * (الذين يفرحون بما أتوا) * الآية قال ابن عباس نزلت في أهل الكتاب سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره فخرجوا وقد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا إليه بذلك وفرحوا بما أوتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه وقال أبو سعيد الخدري نزلت في المنافقين كانوا إذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله وإذا قدم النبي صلى الله عليه وسلم اعتذروا
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»