التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١١٦
أنتم والخطاب لجميع المؤمنين وقيل للصحابة خاصة * (لن يضروكم إلا أذى) * أي بالكلام خاصة وهو أهون المضرة * (يولوكم الأدبار) * إخبار بغيب ظهر في الوجوه صدقة * (ثم لا ينصرون) * إخبار مستأنف غير معطوف على يولوكم وفائدة ذلك أن توليهم الأدبار مقيد بوقت القتال وعدم النصر على الإطلاق وعطفت الجملة على جملة الشرط والجزاء وثم لترتيب الأحوال لأن عدم نصرهم على الإطلاق أشد من توليهم الأدبار حين القتال * (إلا بحبل من الله) * الحبل هنا العهد والذمة * (ليسوا سواء) * أي ليس أهل الكتاب مستويين في دينهم * (أمة قائمة) * أي قائمة بالحق وذلك فيمن أسلم من اليهود كعبد الله بن سلام وثعلبة بن سعيد وأخيه أسد وغيرهم * (وهم يسجدون) * يدل أن تلاوتهم للكتاب في الصلاة " فلن تكفروه " أي لن تحرموا ثوابه * (مثل ما ينفقون) * الآية تشبيه لنفقة الكافرين بزرع أهلكته ريح باردة فلن ينتفع به أصحابه فكذلك لا ينتفع الكفار بما ينفقون وفي الكلام حذف تقديره مثل ما ينفقون كمثل مهلك ريح أو مثل إهلاك ما ينفقون كمثل إهلاك ريح وإنما احتيج لهذا لأن ما ينفقون ليس تشبيها بالريح إنما هو تشبيه بالزرع الذي أهلكته الريح * (صر) * أي برد * (حرث قوم ظلموا أنفسهم) * أي عصوا الله فعاقبهم بإهلاك حرثهم * (وما ظلمهم الله) * الضمير للكفار أو المنافقين أو لأصحاب الحرث والأول أرجح لأن قوله أنفسهم يظلمون فعل حال يدل على أنه للحاضرين * (بطانة من دونكم) * أي أولياء من غيركم فالمعنى نهي عن استخلاص الكفار وموالاتهم وقيل لعمر رضي الله عنه إن هنا رجلا من النصارى لا أحد أحسن خطا منه أفلا يكتب عنك قال إذا أتخذ بطانة من دون المؤمنين * (لا يألونكم خبالا) * أي لا يقصرون في إفسادكم والخبال الفساد * (ودوا ما عنتم) * أي تمنوا مضرتكم وما مصدرية وهذه
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»