التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٢٤
عبد الله بن أبي بن سلول أن لا يخرج المسلمون إلى المشركين فلما طلب الخروج قوم من المسلمين فخرج رسول الله غضب عبد الله وقال أطاعهم وعصانا فرجع ورجع معه ثلاثمائة رجل خمسين فمشى في أثرهم عبد الله بن عمر بن حزام الأنصاري وقال لهم ارجعوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا فقال له عبد الله بن أبي ما أرى أن يكون فقال لو علمنا أنه يكون قتال لكنا معكم * (أو ادفعوا) * أي كثروا السواد وإن لم تقاتلوا * (الذين قالوا) * بدل من الذين نافقوا أو لإخوانهم في النسب لأنهم كانوا من الأوس والخزرج " قل فادرءوا " أي ادفعوا المعنى رد عليهم * (بل أحياء) * إعلام بأن حال الشهداء حال الأحياء من التمتع بأرزاق الجنة بخلاف سائر الأموات من المؤمنين فإنهم لا يتمتعون بالأرزاق حتى يدخلوا الجنة يوم القيامة * (ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم) * المعنى أنهم يفرحون بإخوانهم الذين بقوا في الدنيا من بعدهم لأنهم يرجون أن يستشهدوا مثلهم فينالوا مثل ما نالوا من الشهادة * (ألا خوف) * في موضع المفعول أو بدل من الذين * (يستبشرون) * كرر ليذكر ما تعلق به من النعمة والفضل " للذين استجابوا " صفة للمؤمنين أو مبتدأ وخبره للذين أحسنوا الآية ونزلت في الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اتباع المشركين بعد غزوة أحد فبلغ بهم إلى حمراء الأسد وهي على ثمانية أميال من المدينة وأقام بها ثلآثة أيام وكانوا قد أصابتهم جراحات وشدائد فتجلدوا وخرجوا فمدحهم الله بذلك * (الذين قال لهم الناس) * الآية لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد بعد أحد بلغ ذلك أبا سفيان فمر عليه ركب من عبد القيس يريدون المدينة بالميرة فجعل لهم حمل بعير من زبيب على أن يثبطوا المسلمين عن اتباع المشركين فخوفوهم بهم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فخرجوا فالناس الأول ركب عبد القيس والناس الثاني مشركو قريش وقيل نادى أبو سفيان يوم أحد موعدنا ببدر في القابل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله فلما كان العام القابل خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر للميعاد فأرسل أبو سفيان نعيم ابن مسعود الأشجعي ليثبط المسلمين فعلى هذا الناس الأول نعيم وإنما قيل له الناس وهو واحد لأنه من جنس الناس كقولك ركبت الخيل إذا ركبت فرسا * (فزادهم) * الفاعل ضمير المفعول وهو إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم والصحيح أن الإيمان يزيد وينقص فمعناه هنا قوة يقينهم وثقتهم بالله " حسبنا
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»