تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٧٦
ويمجد وهي مفاتيح خير السماوات والأرض من تكلم بها أصابه * (والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون) * متصل بقوله * (وينجي الله الذين اتقوا) * وما بينهما اعتراض للدلالة على أنه مهيمن على العباد مطلع على أفعالهم مجاز عليها وتغيير النظم للإشعار بأن العمدة في فلاح المؤمنين فضل الله وفي هلاك الكافرين أن خسروا أنفسهم وللتصريح بالوعد والتعريض بالوعيد قضية للكرم أو بما يليه والمراد بآيات الله دلائل قدرته واستبداده بأمر السماوات والأرض أو كلمات توحيده وتمجيده وتخصيص الخسار بهم لأن غيرهم ذو حظ من الرحمة والثواب * (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) * أي أفغير الله أعبد بعد هذه الدلائل والمواعيد و * (تأمروني) * اعتراض للدلالة على أنهم أمروه به عقيب ذلك وقالوا استلم بعض آلهتنا ونؤمن بإلهك لفرط غباوتهم ويجوز أن ينتصب غير بما دل عليه * (تأمروني أعبد) * لأنه بمعنى تعبدونني على أن أصله تأمرونني أن أعبد فحذف إن ورفع كقوله (ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى) ويؤيده قراءة * (أعبد) * وقرأ ابن عامر تأمرونني بإظهار النونين على الأصل ونافع بحذف الثانية فإنها تحذف كثيرا * (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك) * أي من الرسل * (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) * كلام على سبيل الفرض والمراد به تهييج الرسل وإقناط الكفرة والإشعار على حكم الأمة وإفراد الخطاب باعتبار كل واحد واللام الأولى موطئة
(٧٦)
مفاتيح البحث: الخسران (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»