تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٤٩٢
سورة البلد مكية وآيها عشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد) * أقسم سبحانه بالبلد الحرام وقيده بحلول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه إظهارا لمزيد فضله وإشعارا بأن شرف المكان بشرف أهله وقيل * (حل) * مستحل تعرضك فيه كما يستحل تعرض الصيد في غيره أو حلال لك أن تفعل فيه ما تريد ساعة من النهار فهو وعد بما أحل له عام الفتح * (ووالد) * عطف على * (هذا البلد) * والوالد آدم أو إبراهيم عليهما الصلاة والسلام * (وما ولد) * ذريته أو محمد صلى الله عليه وسلم والتنكير للتعظيم وإيثار ما على من لمعنى التعجب كما في قوله * (والله أعلم بما وضعت) * * (لقد خلقنا الإنسان في كبد) * تعب ومشقة من كبد الرجل كبدا إذا وجعت كبده ومنه المكابدة والإنسان لا يزال في شدائد مبدؤها ظلمة الرحم ومضيقه ومنتهاها الموت وما بعده وهو تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم مما كان يكابده من قريش والضمير في * (أيحسب) * لبعضهم الذي كان يكابد من أكثر أو يفتر بقوته كأبي الأشد بن كلدة فإنه كان يبسط تحت قدميه أديم عكاظي ويجذبه عشرة فينقطع ولا تزال قدماه أو لكل أحد منهم أو للإنسان * (أن لن يقدر عليه أحد) * فينتقم منه
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»