تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٤٩٣
يقول أي في ذلك الوقت * (أهلكت مالا لبدا) * كثيرا من تلبد الشيء إذا اجتمع والمراد ما أنفقه سمعه ومفاخرة أو معاداة للرسول صلى الله عليه وسلم * (أيحسب أن لم يره أحد) * حين كان ينفق أو بعد ذلك فيسأله عنه يعني أن الله سبحانه وتعالى يراه فيجازيه أو يجده فيحاسبه عليه ثم بين ذلك بقوله * (ألم نجعل له عينين) * يبصر بهما * (ولسانا) * يترجم به عن ضميره * (وشفتين) * يستر بهما فاه ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب وغيرها * (وهديناه النجدين) * طريقي الخير والشر أو الثديين وأصله المكان المرتفع * (فلا اقتحم العقبة) * أي فلم يشكر تلك الأيادي باقتحام العقبة وهو الدخول في أمر شديد و * (العقبة) * الطريق في الجبل استعارها بما فسرها عز وجل من الفلك والإطعام في قوله * (وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة) * لما فيهما من مجاهدة النفس ولتعدد المراد بها حسن وقوع لا موقع لم فإنها لا تكاد تقع إلا مكررة إذ المعنى فلا فك رقبة ولا أطعم يتيما أو مسكينا والمسغبة والمقربة والمتربة مفعلات من سغب إذا جاع وقرب في النسب وترب إذا افتقر وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي فك رقبة أو أطعم على الإبدال من * (اقتحم) * وقوله تعالى * (وما أدراك ما العقبة) * اعترض معناه إنك لم تدركنه صعوبتها وثوابها * (ثم كان من الذين آمنوا) * عطفه على * (اقتحم) * أو * (فك) * ب * (ثم) * لتباعد الإيمان
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»