ربط الواو لما بعدها في قولك ضرب زيد عمرا وبكر وخالدا على الفاعل والمفعول من غير عطف على عاملين مختلفين * (والسماء وما بناها) * ومن بناها وإنما أوثرت على من لإرادة معنى الوصفية كأنه قيل والشيء القادر الذي بناها ودل على وجوده وكمال قدرته بناؤها ولذلك أفرد ذكره وكذا الكلام في قوله * (والأرض وما طحاها ونفس وما سواها) * وجعل الماءات مصدرية يجرد الفعل عن الفاعل ويخل بنظم قوله * (فألهمها فجورها وتقواها) * بقوله * (وما سواها) * إلا أن يضمر فيه اسم الله للعلم به وتنكير * (نفس) * للتكثير كما في قوله تعالى * (علمت نفس) * أو للتعظيم والمراد نفس آدم وإلهام الفجور والتقوى إفهامهما وتعريف حالهما أو التمكين من الإتيان بهما * (قد أفلح من زكاها) * أنماها بالعلم والعمل جواب القسم وحذف اللام للطول كأنه لما أراد به الحث على تكميل النفس والمبالغة فيه أقسم عليه بما يدلهم على العلم بوجود الصانع ووجوب ذاته وكمال صفاته الذي هو أقصى درجات القوة النظرية ويذكرهم عظائم آلائه ليحملهم على الاستغراق في شكر نعمائه الذي هو منتهى كمالات القوة العملية وقيل هو استطراد بذكر بعض أحوال النفس والجواب محذوف تقديره ليدمدمن الله على كفار مكة لتكذيبهم رسول صلى الله عليه وسلم كما دمدم على ثمود لتكذيبهم صالحا عليه الصلاة والسلام * (وقد خاب من دساها) * نقصها وأخفاها بالجهالة والفسوق وأصل دسى دسس كتقضى وتقضض * (كذبت ثمود بطغواها) * بسبب طغيانها أو بما أوعدت به من عذابها ذي الطغوى
(٤٩٦)