تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٤٩٠
السلطان من آثار هيبته وسياسته * (والملك صفا صفا) * بحسب منازلهم ومراتبهم * (وجئ يومئذ بجهنم) * كقوله تعالى * (وبرزت الجحيم) * وفي الحديث يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها * (يومئذ) * يدل من إذا دكت الأرض والعامل فيهما * (يتذكر الإنسان) * أي يتذكر معاصيه أو يتعظ لأنه يعلم قبحها فيندم عليها * (وأنى له الذكرى) * أي منفعة الذكرى لئلا يناقض ما قبله واستدل به على عدم وجوب قبول التوبة فإن هذا التذكر توبة غير مقبولة * (يقول يا ليتني قدمت لحياتي) * أي لحياتي هذه أو وقت حياتي في الدنيا أعمالا صالحة وليس في هذا التمني دلالة على استقلال العبد بفعله فإن المحجور عن شيء قد يتمنى أن كان ممكنا منه * (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) * الهاء لله أي لا يتولى عذاب الله ووثاقة يوم القيامة سواه إذ الأمر كله له أو للإنسان أي لا يعذب أحد من الزبانية مثل ما يعذبونه وقرأهما الكسائي ويعقوب على بناء المفعول * (يا أيتها النفس المطمئنة) * على إرادة القول وهي التي اطمأنت بذكر الله فإن النفس تترقى في سلسلة الأسباب والمسببات إلى الواجب لذاته فتستفز دون معرفته وتستغني به عن غيره أو إلى الحق بحيث لا يريبها شك أو الآمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن وقد قرئ بهما * (ارجعي إلى ربك) * إلى أمره أو موعده بالموت ويشعر ذلك بقول من قال كانت
(٤٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 ... » »»