والظرف المتوسط في تقدير التأخير كأنه قيل فأما الإنسان فقائل ربي أكرمني وقت ابتلائه بالإنعام وكذا قوله * (وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه) * إذ التقدير وأما الإنسان إذا ما ابتلاه أي بالفقر والتقتير ليوازن قسيمه * (فيقول ربي أهانن) * لقصور نظره وسوء فقره فإن التقتير قد يؤدي إلى كرامة الدارين والتوسعة قد تفضي إلى قصد الأعداء والانهماك في حب الدنيا ولذلك ذمه على قوليه سبحانه وتعالى وردعه عنه بقوله * (كلا) * مع أن قوله الأول مطابق لأكرمه ولم يقل فأهانه وقدر عليه كما قال * (فأكرمه ونعمه) * لأن التوسعة تفضل والإخلال به لا يكون إهانة وقرأ ابن عامر والكوفيون أكرمن وأهانن بغير ياء في الوصل والوقف وعن أبي عمرو مثله ووافقهم نافع في الوقف وقرأ ابن عامر فقدر بالتشديد * (بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين) * أي بل فعلهم أسوأ من قولهم وأدل على تهالكهم بالمال وهو أنهم لا يكرمون اليتيم بالنفقة والمبرة ولا يحثون أهلهم على طعام المسكين فضلا عن غيرهم وقرأ الكوفيون ولا تحاضون * (وتأكلون التراث) * الميراث وأصله وراث * (أكلا لما) * ذا لم أي جمع بين الحلال والحرام فإنهم كانوا لا يورثون النساء والصبيان ويأكلون أنصباءهم أو يأكلون ما جمعه المورث من حلال وحرام عالمين بذلك * (وتحبون المال حبا جما) * كثيرا مع حرص وشره وقرأ أبو عمرو وسهل ويعقوب لا يكرمون إلى ويحبون بالياء والباقون بالتاء * (كلا) * ردع لهم عن ذلك وإنكار لفعلهم وما بعده وعيد عليه * (إذا دكت الأرض دكا دكا) * إي دكا بعد دك حتى صارت منخفضة الجبال والتلال أو * (هباء منبثا) * * (وجاء ربك) * أي ظهرت آيات قدرته وآثار قهره مثل ذلك بما يظهر عند حضور
(٤٨٩)