تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٤٢٨
* (وجزاهم بما صبروا) * بصبرهم على أداء الواجبات واجتناب المحرمات وإيثار الأموال * (جنة) * بستانا يأكلون منه * (وحريرا) * يلبسونه وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن الحسن والحسين رضي الله عنهما مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك فنذر علي وفاطمة رضي الله تعالى عنهما وفضة جارية لهما صوم ثلاث إن برئا فشفيا وما معهم شيء فاستقرض علي من شمعون الخيبري ثلاثة أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم مسكين فآثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما فلما أمسوا ووضعوا الطعام وقف عليهم يتيم فأثروه ثم وقف عليهم في الثالثة أسير ففعلوا مثل ذلك فنزل جبريل عليه السلام بهذه السورة وقال خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك * (متكئين فيها على الأرائك) * حال من هم في * (وجزاهم) * أو صفة ل * (جنة) * * (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) * يحتملهما وأن يكون حالا من المستكن في * (متكئين) * والمعنى أنه يمر عليهم فيها هواء معتدل لا حار محم ولا بارد مؤذ وقيل الزمهرير القمر في لغة طيئ قال راجزهم (وليلة ظلامها قد اعتكر قطعتها والزمهرير ما زهر) والمعنى أن هواءها مضيء بذاته لا يحتاج إلى شمس وقمر * (ودانية عليهم ظلالها) * حال أو صفة أخرى معطوفة على ما قبلها أو عطف على * (جنة) * أي وجنة أخرى دانية على أنهم وعدوا جنتين كقوله * (ولمن خاف مقام ربه جنتان) * وقرئت بالرفع على أنها خبر * (ظلالها) * والجملة حال أو صفة * (وذللت قطوفها تذليلا) * معطوف على ما قبله أو حال من دانية وتذليل القطوف أن تجعل سهلة التناول لا تمتنع على قطافها كيف شاءوا
(٤٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 ... » »»