وقرا ابن كثير وأبو بكر خضر بالجر حملا على * (سندس) * بالمعنى فإنه اسم جنس * (وإستبرق) * بالرفع عطفا على * (ثياب) * وقرأهما حفص وحمزة والكسائي بالرفع وقرئ وإستبرق بوصل الهمزة والفتح على أنه استفعل من البريق جعل علما لهذا النوع من الثياب * (وحلوا أساور من فضة) * عطف على * (ويطوف عليهم) * ولا يخالفه قوله * (أساور من ذهب) * لإمكان الجمع والمعاقبة والتبعيض فإن حلي أهل الجنة تختلف باختلاف أعمالهم فلعله تعالى يفيض عليهم جزاء لما عملوه بأيديهم حليا وأنوارا تتفاوت الذهب والفضة أو حال من الضمير في * (عاليهم) * بإضمار قد وعلى هذا يجوز أن يكون هذا للخدم وذلك للمخدومين * (وسقاهم ربهم شرابا طهورا) * يريد به نوعا آخر يفوق على النوعين المتقدمين ولذلك أسند سقيه إلى الله عز وجل ووصفه بالطهورية فإنه يطهر شاربه عن الميل إلى اللذات الحسية والركون إلى ما سوى الحق فيتجرد لمطالعة جماله ملتذا بلقائه باقيا ببقائه وهي منتهى درجات الصديقين ولذلك ختم بها ثواب الأبرار * (إن هذا كان لكم جزاء) * على إضمار القول والإشارة إلى ما عد من ثوابهم * (وكان سعيكم مشكورا) * مجازى عليه غير مضيع * (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا) * مفرقا منجما لحكمة اقتضته وتكرير الضمير مع أن مزيد لاختصاص التنزيل به * (فاصبر لحكم ربك) * بتأخير نصرك على كفار مكة وغيرهم * (ولا تطع منهم آثما أو كفورا) * أي كل واحد من مرتكب الإثم الداعي لك إليه ومن الغالي في الكفر الداعي لك إليه وأو للدلالة على أنهما سيان في استحقاق العصيان والاستقلال به والقسم باعتبار ما يدعونه إليه فإن ترتب النهي على الوصفين مشعر أنه لهما وذلك يستدعي أن تكون المطاوعة في الإثم والكفر فإن مطاوعتهما فيما ليس بإثم ولا كفر غير محظور * (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا) * ودوام على ذكره أو دم على صلاة الفجر والظهر والعصر فإن الأصيل يتناول وقتيهما
(٤٣٠)