تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣١١
تفضيحا لهم وتقريرا لما يستحقونه من الجزاء * (أن الله بكل شيء عليم) * لأن نسبة ذاته المقتضية للعلم إلى الكل على السواء * (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه) * نزلت في اليهود والمنافقين كانوا يتناجون فيما بينهم ويتغامزون بأعينهم إذا رأوا المؤمنين فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عادوا لمثل فعلهم * (ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول) * أي بما هو إثم وعدوان للمؤمنين وتواص بمعصية الرسول وقرأ حمزة وينتجون وهو يفتعلون من النجوى وروي عن يعقوب مثله * (وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله) * فيقولون السام عليك أو أنعم صباحا والله تعالى يقول * (وسلام على عباده الذين اصطفى) * * (ويقولون في أنفسهم) * فيما بينهم * (لولا يعذبنا الله بما نقول) * هلا يعذبنا الله بذلك لو كان محمد نبيا * (حسبهم جهنم) * عذابا * (يصلونها) * يدخلونها * (فبئس المصير) * جهنم * (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول) * كما يفعله المنافقون وعن يعقوب فلا تنتجوا * (وتناجوا بالبر والتقوى) * بما يتضمن خير المؤمنين والاتقاء عن معصية الرسول * (واتقوا الله الذي إليه تحشرون) * فيما تأتون وتذرون فإنه مجازيكم عليه * (إنما النجوى) * أي النجوى بالإثم والعدوان * (من الشيطان) * فإنه المزين لها والحامل عليها * (ليحزن الذين آمنوا) * بتوهمهم انها في نكبة أصابتهم * (وليس) * أي الشيطان أو التناجي * (بضارهم) * بضار المؤمنين * (شيئا إلا بإذن الله) * إلا بمشيئته * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * ولا يبالوا بنجواهم
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»