يشعر بالندبية لكن قوله * (فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم) * أي لمن لم يجده حيث رخص له في المناجاة بلا تصدق أدل على الوجوب * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * أخفتم الفقر من تقديم الصدقة أو أخفتم التقديم لما يعدكم الشيطان عليه من الفقر وجمع * (صدقات) * لجمع المخاطبين أو لكثرة التناجي * (فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم) * بأن رخص لكم أن لا تفعلوه وفيه إشعار بأن إشفاقهم ذنب تجاوز الله عنه لما رأى منهم مما قام مقام توبتهم وإذ على بابها وقيل بمعنى إذا أو إن * (فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) * فلا تفرطوا في أدائهما * (وأطيعوا الله ورسوله) * في سائر الأوامر فإن القيام بها كالجابر للتفريط في ذلك * (والله خبير بما تعملون) * ظاهرا وباطنا * (ألم تر إلى الذين تولوا) * والوا * (قوما غضب الله عليهم) * يعني اليهود * (ما هم منكم ولا منهم) * لأنهم منافقون مذبذبون بين ذلك * (ويحلفون على الكذب) * وهو ادعاء الإسلام * (وهم يعلمون) * أن المحلوف عليه كذب كمن يحلف بالغموس وفي هذا التقييد دليل على أن الكذب يعم ما يعلم المخبر عدم مطابقته وما لا يعلم وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان في حجرة من حجراته فقال يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعين شيطان فدخل عبد الله بن نبتل المنافق وكان أزرق فقال صلى الله عليه وسلم له علام تشتمني أنت وأصحابك فحلف بالله ما فعل ثم جاء بأصحابه فحلفوا فنزلت
(٣١٣)