تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٠٨
* (أمهاتهم) * أي على الحقيقة * (إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم) * فلا تشبه بهن في الحرمة إلا من ألحقها الله بهن كالمرضعات وأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم وعن عاصم أمهاتهم بالرفع على لغة بني تميم وقرئ ب * (أمهاتهم) * وهو أيضا على لغة من ينصب * (وإنهم ليقولون منكرا من القول) * إذ الشرع أنكره * (وزورا) * منحرفا عن الحق فإن الزوجة لا تشبه الأم * (وإن الله لعفو غفور) * لما سلف منه مطلقا أو إذا تيب عنه * (والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا) * أي إلى قولهم بالتدارك ومنه المثل عاد الغيث على ما أفسد وهو بنقض ما يقتضيه وذلك عند الشافعي بإمساك المظاهر عنها في النكاح زمانا يمكنه مفارقتها فيه إذ التشبيه يتناول حرمته لصحة استثنائها عنه وهو أقل ما ينتقض به وعند أبي حنيفة باستباحة استمتاعها ولو بنظرة شهوة وعند مالك بالعزم على الجماع وعند الحسن بالجماع أو بالظهار في الإسلام على أن قوله * (يظاهرون) * بمعنى يعتادون الظهار إذ كانوا يظاهرون في الجاهلية وهو قول الثوري أو بتكراره لفظا وهو قول الظاهرية أو معنى بأن يحلف على ما قال وهو قول أبي مسلم أو إلى المقول فيها بإمساكها أو استباحة استمتاعها أو وطئها * (فتحرير رقبة) * أي فعليهم أو فالواجب اعتقاق رقبة والفاء للسببية ومن فوائدها الدلالة على تكرر وجوب التحرير بتكرر الظهار والرقبة مقيدة بالإيمان عندنا قياسا على كفارة القتل * (من قبل أن يتماسا) * أن يستمتع كل من المظاهر عنها بالآخر لعموم اللفظ ومقتضى التشبيه أو أن يجامعها وفيه دليل على حرمة ذلك قبل التكفير * (ذلكم) * أي ذلكم الحكم بالكفارة * (توعظون به) * لأنه يدل على
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»