تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٤٩
يتأتى ذلك من المجنون وأمر الأحلام به مجاز عن أدائها إليه * (أم هم قوم طاغون) * مجاوزون الحد في العناد وقرئ بل هم * (أم يقولون تقوله) * اختلقه من تلقاء نفسه * (بل لا يؤمنون) * فيرمونه بهذه المطاعن لكفرهم وعنادهم * (فليأتوا بحديث مثله) * مثل القرآن * (إن كانوا صادقين) * في زعمهم إذ فيهم كثير ممن عدوا فصحاء فهو رد للأقوال المذكورة بالتحدي ويجوز أن يكون رد للتقول فإن سائر الأقسام ظاهر الفساد * (أم خلقوا من غير شيء) * أم أحدثوا وقدروا من غير محدث ومقدر فلذلك لا يعبدونه أو من أجل لا شيء من عبادة ومجازاة * (أم هم الخالقون) * يؤيد الأول فإن معناه أم خلقوا أنفسهم ولذلك عقبه بقوله * (أم خلقوا السماوات والأرض) * و * (أم) * في هذه الآيات منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار * (بل لا يوقنون) * إذا سئلوا من خلقكم ومن خلق السماوات والأرض قالوا الله إذ لو أيقنوا ذلك لما أعرضوا عن عبادته * (أم عندهم خزائن ربك) * خزائن رزقه حتى يرزقوا النبوة من شاؤوا أو خزائن علمه حتى يختاروا لها من اختارته حكمته * (أم هم المصيطرون) * الغالبون على الأشياء يدبرونها كيف شاؤوا وقرأ قنبل وحفص بخلاف عنه وهشام بالسين وحمزة بخلاف عن خلاد بين الصاد والزاي والباقون بالصاد خاصة * (أم لهم سلم) * مرتقى إلى السماء * (يستمعون فيه) * صاعدين فيه إلى كلام الملائكة وما يوحي إليهم من علم الغيب حتى يعلموا ما هو كائن * (فليأت مستمعهم بسلطان مبين) * بحجة واضحة تصدق استماعة * (أم له البنات ولكم البنون) * فيه تسفيه لهم وإشعار بأن من هذا رأيه لا يعد من العقلاء فضلا أن يترقى بروحه إلى عالم الملكوت فيتطلع على الغيوب * (أم تسألهم أجرا) * على تبليغ الرسالة * (فهم من مغرم) * من التزام غرم * (مثقلون) * محملون الثقل فلذلك زهدوا في اتباعك
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»