* (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) * ودنوه منه برفع مكانته وتدليه جذبه بشراشره إلى جناب القدس * (ما كذب الفؤاد ما رأى) * ما رأى ببصره من صورة جبريل عليه السلام أو الله تعالى أي ما كذب بصره بما حكاه له فإن الأمور القدسية تدرك أولا بالقلب ثم تنتقل منه إلى البصر أو ما قال فؤاده لما رآه لم أعرفك ولو قال ذلك كان كاذبا لأنه عرفه بقلبه كما رآه ببصره أو ما رآه بقلبه والمعنى أنه لم يكن تخيلا كاذبا ويدل عليه أنه صلى الله عليه وسلم سئل هل رأيت ربك فقال رأيته بفؤادي وقرأ هشام ما كذب أي صدقه ولم يشك فيه * (أفتمارونه على ما يرى) * أفتجادلونه عليه من المراء وهو المجادلة واشتقاقه من مري الناقة كان كلا من المتجادلين يمري ما عند صاحبه وقرأ حمزة والكسائي وخلف ويعقوب أفتمرونه أي أفتغلبونه في المراء من ماريته فمريته أو أفتجحدونه من مراه حقه إذا جحده وعلى لتضمين الفعل معنى الغلبة فإن المماري والجاحد يقصدان بفعلهما غلبة الخصم * (ولقد رآه نزلة أخرى) * مرة أخرى فعلة من النزول أقيمت مقام المرة ونصبت نصبها إشعارا بأن الرؤية في هذه المرة كانت أيضا بنزول ودنو والكلام في المرئي والدنو ما سبق وقيل تقديره ولقد رآه نازلا نزلة أخرى ونصبها على المصدر والمراد به نفي الريبة عن المرة الأخيرة
(٢٥٤)